تنطلق نهاية يونيو الجاري قمة الاتحاد الإفريقي المقرر عقدها في العاصمة الموريتانية نواكشوط، بحضور أزيد من 42 زعيماً إفريقياً سيشاركون في هذا الحدث القاري الذي يعرض فيه رئيس مفوضية الاتحاد، موسى فكي، تقريراً عن الصحراء المغربية.
وفي وقت أكد فيه غالبية الزعماء الأفارقة حضورهم لأشغال القمة، قالت الحكومة الموريتانية إنها لم تتلق أي تأكيد رسمي بخصوص حضور الملك محمد السادس. وأوردت الصحافة الموريتانية أن نواكشوط تنتظر حلول العاهل المغربي، بعد زيارة وحيدة قام بها إلى البلاد عام 2001.
واستبق الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، مشاركة الوفد المغربي بالقمة الإفريقية، وخصص استقبالاً رسمياً لحميد شبار، السفير المفوض فوق العادة للملك بنواكشوط.
وقال شبار، عقب الاستقبال، إن "اللقاء كان فرصة سانحة لإبلاغ الرئيس الموريتاني تحيات الملك محمد السادس ومشاعر المودة والتقدير لشخصه المحترم، والرغبة في العمل سويا لتنمية وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والرقي بها إلى أسمى المراتب".
وذكرت مصادر إعلامية أن الرئيس الموريتاني عبّر للسفير المغربي عن رغبته وسعادته لحضور الملك محمد السادس أشغال القمة الإفريقية، المرتقبة يومي فاتح وثاني يوليوز المقبل.
وشهدت العلاقات الموريتانية المغربية انفراجاً وتحسناً بعد قطيعة دبلوماسية دامت لسنوات بسبب قضية الصحراء، وهو ما يؤكده تصويت الاتحاد الكروي بنواكشوط لصالح استضافة المغرب لـ"مونديال 2026".
وتصف موريتانيا خلال السنوات الأخيرة موقفها من النزاع بأنه "حياد إيجابي"، غير أنها لا تتردد في استقبال قيادات جبهة البوليساريو الانفصالية؛ الأمر الذي يُثير انزعاج الدبلوماسية المغربية.
وأعادت القمة الإفريقية بنواكشوط والحضور المرتقب للملك محمد السادس بجانب زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، قضية الصحراء إلى واجهة النقاش في الإعلام الموريتاني، خصوصا وأن موريتانيا تعد إحدى أطراف هذا النزاع.
وقالت مصادر إعلامية إنه رغم اعتراف موريتانيا بالصحراء منذ بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي، إلا أنها لم تعتمد لها سفارة أو قنصلية في نواكشوط، ولم يرفع علمها بشكل رسمي على أي معلم في نواكشوط.
وأوردت وكالة الأنباء الموريتانية (خاصة) أن اللجنة المشرفة على تحضيرات القمة الإفريقية الحادية والثلاثين في نواكشوط رفعت أعلام الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، ومن بينها علم البوليساريو، الذي يرفع في نواكشوط بشكل رسمي لأول مرة.
وفي هذا الصدد، استبعدت مصادر هسبريس حضور الملك محمد السادس لأشغال القمة الإفريقية، وقالت: "لا توجد أي معطيات رسمية في هذا الصدد".
وكان الملك محمد السادس قد غادر المغرب مساء السبت الماضي إلى الديار الفرنسية، بعد أن أمضى رمضان وعيد الفطر، لقضاء عطلة خاصة.
هسبريس - عبد الرحيم العسري