رجحت مصادر إعلامية زيارة مرتقبة للملك محمد السادس إلى موريتانيا لحضور القمة الـ31 للاتحاد الإفريقي، المقررة نهاية الشهر الجاري في العاصمة نواكشوط، ويوجد ضمن جدول أعمالها عرض تقرير حول ملف الصحراء المغربية.
وقالت صحيفة «جون أفريك» الفرنسية إنه من المتوقع أن يحضر الملك محمد السادس هذه القمة، بعدما أبدت الرباط موافقة مبدئية على هذه المشاركة. وفي حالة تحقق ذلك، ستكون هذه ثاني زيارة للملك محمد السادس إلى هذا البلد الجار الذي ما زالت العلاقات معه تعرف مداً وجزراً.
مقابل ذلك، أعلنت الحكومة الموريتانية، بحر الأسبوع الماضي، عن موافقة قادة 30 بلداً إفريقياً على حضورهم للمشاركة في قمة الاتحاد الإفريقي بالعاصمة نواكشوط؛ لكن لم يتم الإفصاح عن لائحة القادة الحاضرين من رؤساء الدول والحكومات.
وقال محمد الأمين ولد الشيخ، المتحدث باسم الحكومة الموريتانية، إن «حضور القادة الأفارقة بالقمة سيكون متميزاً، وستكون قمة مميزةً وحدثاً تاريخياً». كما من المنتظر أن يحضر القمة، بالإضافة إلى القادة الأفارقة، مسؤولون من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي؛ منهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتناقش القمة الإفريقي عدة ملفات؛ بينها الوضع الأمني في منقطة الساحل الإفريقي، وانهيار الوضع الأمني في إفريقيا الوسطى، وتعثر جهود إعادة الاستقرار لهذا البلد. كما تتناول أيضاً ملف الهجرة غير الشرعية، والتنسيق في مجال محاربة الجريمة المنظمة العابرة للحدود؛ لكن الملف المهم في هذه القمة هو ملف الصحراء المغربية، حيث أشار البرنامج الرسمي للقمة إلى أن هذه الدورة ستعرف تقديم ثلاثة تقارير، ضمنها تقرير يتطرق إلى ملف الصحراء المغربية، يعرضه موسى فكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.
وهذه أول مرة يعرض فيها ملف الصحراء المغربية في جدول أعمال مؤتمر للاتحاد الإفريقي منذ عودة المملكة إلى هذه المؤسسة السنة الماضية، بعدما كانت قد غادرتها قبل ثلاثة عقود بسبب الموضوع نفسه وعضوية جبهة البوليساريو الانفصالية فيها.
وترفض المملكة المغربية إقحام ملف الصحراء في أجندة الاتحاد الإفريقي، وتعتبر أن الملف اختصاص حصري للأمم المتحدة، خصوصاً في ظل وجود عدد من الأطراف المعادية للطرح المغربي، على رأسها جبهة البوليساريو الانفصالية، مدعومة بالجزائر وبعض الدول الأخرى.
وقبيل انعقاد هذه القمة في موريتانيا، كان موسى فكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، الذي سيلقي تقريراً حول الصحراء، قد حل بالمغرب بداية يونيو والتقى كلا من الملك محمد السادس، وسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، وناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي.
ولم يجرِ الإفصاح عما إذا كان هذا اللقاء ترتيبياً لحضور الملك لقمة الاتحاد الإفريقي، إذ تحدث بلاغ رسمي للاتحاد الإفريقي أن الوفد الذي قاده موسى فكي تطرق لعودة المغرب إلى المؤسسة الإفريقية والقضايا المشتركة، ولم تتم الإشارة إلى ملف الصحراء أو قمة نواكشوط.
ويرجح أن يقدم التقرير الإفريقي حول الصحراء المغربية دعوة جديدة لأعضاء المنظمة القارية إلى المساهمة في إيجاد حل لهذا النزاع الذي استمر لعقود، ومن المرتقب أن يتم عرض مستجدات وتطورات مسلسل التسوية طبقاً لتوصيات مجلس الأمن الأممي في قرارها رقم 2414.
هسبريس - يوسف لخضر