وردت أحاديث تكشف علامات ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ولم يتبق من رمضان الكريم سوى أيام قليلة فلنحرص على إحياء ليلة القدر لننال عظيم فضلها الذي ورد في آيات الكتاب وأحاديث السُنة النبوية الشريفة.
ورغم أن ليلة القدر مخفية في أيام الوتر بالعشر أو السبع الأواخر من رمضان، لما روى البخاري من حديث ابن عمر – رضى الله عنه – أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُرُوا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرى رؤياكم قد تواطأت في السَّبْعِ الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السَّبْعِ الأواخر»، إلا أنه يوجد علامات لها، وقد أرشدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليها.
أوضحت دار الإفتاء أن العلماء اختلفوا في تعيين ليلة القدر، منوهة بـأن الذي عليه أكثر العلماء أنها ليلة سبع وعشرين، مضيفة أن من رأوا أن ليلة القدر في سبع وعشرين رمضان استدلوا بحديث زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ، يَقُولُ: قُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، إِنَّ أَخَاكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: مَنْ يَقُمِ الحَوْلَ يُصِبْ لَيْلَةَ القَدْرِ، فَقَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، «لَقَدْ عَلِمَ أَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَأَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ لَا يَتَّكِلَ النَّاسُ، ثُمَّ حَلَفَ لَا يَسْتَثْنِي أَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ»، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ تَقُولُ ذَلِكَ يَا أَبَا المُنْذِرِ؟ قَالَ: «بِالآيَةِ الَّتِي أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ بِالعَلَامَةِ أَنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ يَوْمَئِذٍ لَا شُعَاعَ لَهَا».
وأشارت إلى أن أبا هريرة قال إن ليلة القدر في شهر رمضان دون سائر العام، منوهة بأن الصحيح المشهور من الأقوال كما قال القرطبي رحمه الله تعالى إنها في العشر الأواخر من رمضان وهو قول مالك والشافعي والأوزاعي وأحمد، مشيرة إلى أنه ذهب قوم آخرين إلى أنها ليلة الحادي والعشرين ومال إليه الشافعي، والصحيح أنها في العشر الأواخر دون تعيين والحكمة من إخفائها لكي يجتهد الناس في العبادة في العشر الأواخر كلها ، كما أخفى الصلاة الوسطى في الصلوات الخمس واسمه الأعظم بين أسمائه الحسنى.
وهناك سبع علامات تميز ليلة القدر، يمكن من خلالها معرفة ليلة القدر بها، كشفها الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، مشيرًا إلى أن ليلة القدر تكون في العشر الأواخر من رمضان، لما ثبت عن عائشةَ -رضِيَ اللهُ عنها- قالتْ: كان رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّمَ- يُجاوِر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ، ويقول: «تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في الوتر من العَشْر الأواخِر من رمضانَ»، رواه البخارى.
وألمح مستشار المفتي إلى أن لليلة القدر علاماتٍ ، أولها أن يحدث للإنسان سكون في النفس، وثانيها يشعر الشخص بإقبال على الله عز وجل، وثالثًا تكون السماء صافية، ورابعًا اعتدال حرارة الرياح، وخامسًا أنه لا ينزل فيها النيازك والشهب، وسادسًا أن يوفق الشخص فيها بدعاء لم يقله من قبل، وسابعًا في الصباح نجد الشمس لا شعاع لها وظلها خفيف.
محمد صبري عبد الرحيم