قطعت شركات الاتصالات الثلاث العاملة في موريتانيا، خدمات الإنترنت عن عموم البلاد بالتزامن مع انطلاق امتحانات ختم الدروس الإعدادية، وسط امتعاض بعضهم من عجز وزارة التهذيب الوطني عن منع تسريب الامتحانات من دون اللجوء إلى قطع الإنترنت.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن السلطات أصدرت تعليمات لشركات الاتصال بقطع الإنترنت طيلة أيام الامتحانات الوطنية، وهي امتحانات دخول السنة أولى إعدادية، وامتحان شهادة الدروس الإعدادية، وامتحان البكالوريا، والتي تستمر لأكثر من أسبوعين.
وأضافت المصادر أن السلطات تسعى من وراء قرار قطع الإنترنت إلى منع تسريب الامتحانات، ومحاصرة محاولات الغش المختلفة التي يساعد توفر الإنترنت بعض التلاميذ على القيام بها.
وتنقطع خدمات الإنترنت في أنحاء البلد طيلة أيام الامتحانات طوال الفترات التي يكون فيها التلاميذ داخل قاعات الامتحان.
وأثار قطع الإنترنت استياء عاما، وعبر موريتانيون عن امتعاضهم من القرار الذي يعطل مصالحهم للتغطية على فشل الوزارة في ضبط الامتحانات، خاصة أن الفترة تمتد إلى تسعة أيام متصلة.
وتنظم موريتانيا ثلاثة امتحانات أساسية في شهر يونيو، إذ انتهت أمس الثلاثاء مسابقة ختم الدروس الأساسية، وبدأت في اليوم نفسه امتحانات ختم الدروس الإعدادية، على أن تجرى امتحانات البكالوريا يوم 18 يونيو وتنتهي يوم 21 من الشهر ذاته.
ولم تمنع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة من تسريب الامتحانات، حيث تداول الطلاب المشاركون في مسابقة ختم الدروس الإعدادية ورقة امتحان مادة الرياضيات عبر تطبيق "واتساب" قبل ساعات من انطلاق الامتحان.
ولم تصدر الجهات الرسمية أي تعليق على تسريب امتحان "الرياضيات"، على الرغم من تناول وسائل الإعلام المحلية للخبر، ونشر بعضها لورقة الأسئلة التي توصف بأنها مسربة.
وشهد امتحان البكالوريا سنة 2015، تسريب امتحان "الفيزياء" في أغلب المدن، وهو ما فرض على الجهات الرسمية إعادة امتحان المادة في أنحاء البلاد، ويرى مراقبون أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي زاد من عمليات تسريب الامتحانات والغش.
وألغيت امتحانات البكالوريا في موريتانيا عام 2000، عندما تم تسريب أسئلة الامتحانات، فيما عرف آنذاك بالفضيحة التي تورطت فيها جهات نافذة، وانتهى الأمر بإقالة وزير التعليم وإعادة الامتحان مجددا.
.alaraby.co.uk