قالت مارجريت تشان مديرة منظمة الصحة العالمية لرؤساء غينيا وليبيريا وسيراليون وساحل العاج خلال اجتماع في كوناكري أمس، إن تفشي مرض الايبولا في غرب أفريقيا قد خرج عن نطاق السيطرة إلا أنه بالإمكان وقفه.
وانعقدت أمس قمة في كوناكري شارك فيها رؤساء البلدان الثلاثة المتضررة، غينيا وليبيريا وسيراليون وكذلك ساحل العاج، ومنظمة الصحة العالمية لبحث مكافحة هذا الفيروس الذي حصد أكثر من 700 ضحية حتى الآن.
في غضون ذلك، اتخذت السلطات اللبنانية إجراءات وقائية للحؤول دون انتقال الفيروس، شملت تعزيز الإجراءات الصحية في المطار ووقف منح إجازات العمل لرعايا دول أفريقية.
وقالت تشان وفقا لمنشور من المنظمة «يتعين أن يمثل هذا الاجتماع نقطة تحول في الرد على انتشار المرض».
وأضافت «يتحرك هذا الانتشار بسرعة أكبر من جهودنا للقضاء عليه.
إذا استمر تدهور الوضع فإن العواقب ستكون كارثية فيما يتعلق بإزهاق الأرواح، كما أنه ينطوي على خلل اجتماعي واقتصادي شديد وتزايد خطر انتشار المرض إلى دول أخرى».
ولمواجهة خطر تمدد هذا الوباء إلى خارج أفريقيا الغربية، أعلنت شركة طيران الإمارات تعليق رحلاتها إلى غينيا اعتبارا من اليوم السبت حتى إشعار آخر، حرصاً على «سلامة المسافرين والأطقم».
وبعد سبعة أشهر من انتشار الحمى النزفية التي أسفرت حتى 27 يوليو عن 729 ضحية (339 في غينيا و233 في سيراليون و156 في ليبيريا وواحد في نيجيريا)، كما أفادت الحصيلة الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية، اتخذت سيراليون وليبيريا تدابير صحية مشددة.
وتأكدت 485 إصابة بإيبولا من أصل 729 حالة وفاة أحصتها منظمة الصحة العالمية.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية دعما ماليا قيمته 100 مليون دولار (75 مليون يورو) للخطة التي سيطلقها قادة البلدان المعنية مع مديرتها مارجريت شان في قمة كوناكري.
وبررت الدكتورة شان هذه «الزيادة في الموارد» بـ «تفشي الوباء»، موضحة أن هذه الخطة تهدف إلى إرسال «مئات» من العاملين الإضافيين في المجال الإنساني لدعم مئات موجودين على الأرض ومن بينهم 120 موظفا في منظمة الصحة العالمية.
ورأت الرئيسة الليبيرية الين جونسون سيرليف التي وصلت في الصباح إلى العاصمة الغينية، وكذلك نظيرها السيراليوني ارنست باي كوروما ووزيرة الصحة العاجية رايموند جودو كوفي، أن الوضع في بلدها «خطير جدا جدا، ونقترب من الكارثة».
وقالت لشبكة «سي.
ان.
ان» إنها«ليست مشكلة ليبيرية ولا غينية.
إنها مشكلة دولية»، موضحة انه بات على الليبيريين أن يعرفوا «أنها مشكلة قاتلة وأن يبدأوا بالتحرك الآن».
وتزايد القلق من تفش عالمي للوباء، على إثر وفاة أول مسافر على طائرة وهو ليبيري توفي في 25 يوليو في لاجوس بعد مروره بلومي.
وأوصت السلطتان الأميركية والألمانية من جهتهما أمس الأول رعاياهما بالعدول عن السفر إلى هذه البلدان الثلاثة التي تفشى فيها الوباء.
وأضافت إليها فرنسا نيجيريا التي أعلنت أمس الأول أنها وضعت شخصين في الحجر الصحي لأنهما كانا على اتصال وثيق بالضحية، وأن 69 شخصا يخضعون للمراقبة الطبية.
ولمواجهة الأزمة، عدل الرئيس السيراليوني ارنست باي كوروما ونظيرته الليبيرية الين جونسون سيرليف عن الذهاب إلى قمة أفريقيا/الولايات المتحدة الأسبوع المقبل في واشنطن وأعلنا عن تدابير جذرية جديدة.
وأعلن كوروما الذي تحدث عن «تحد استثنائي» أمس الأول «حالة الطوارئ التي تتيح لنا اتخاذ تدابير صارمة» خلال 60 إلى 90 يوما، قابلة للتمديد على الأرجح.
وعدد مجموعة من الإجراءات ومنها وضع بؤر ايبولا في الحجر الصحي، ومواكبة قوات الأمن للعاملين في المجال الصحي والقيام بعمليات دهم للكشف عن المرضى المحتملين.
وكانت نظيرته الليبيرية أمرت بإغلاق «كل المدارس» و«كل الأسواق في المناطق الحدودية».
وأعلنت سيرليف أيضا وضع بعض القرى في الحجر الصحي، «على أن يقتصر الوصول إليها على موظفي الأجهزة الصحية».
وعلق الرئيس السيراليوني أيضا كل الاجتماعات العامة باستثناء تلك المخصصة للوباء وصرف البرلمان.
وبالطريقة نفسها في ليبيريا، منحت الرئيسة «جميع الموظفين غير الأساسيين» في القطاع العام «إجازة إلزامية لمدة 30 يوما»، وقررت جعل الجمعة «يوم عطلة لتطهير المباني الرسمية».
واتخذت بلدان في إفريقيا الوسطى والشرقية تدابير وقائية أيضا.
وأعلنت جمهورية الكونغو الديموقراطية تدابير صحية جديدة وألغت جزر سيشل مباراة كرة قدم مع سيراليون كانت مقررة اليوم السبت.
وأكدت كينيا وإثيوبيا اللتان تشغلان اثنين من أكبر المطارات في إفريقيا، تشديد إجراءاتهما.
وقالت أوغندا التي واجهت وباء ايبولا في السنوات الماضية، إنها في حالة استنفار، وأعلنت تنزانيا أنها اتخذت «تدابير وقائية».
وعزا الطبيب البلجيكي بيتر بيو، الذي شارك في اكتشاف الفيروس سنة 1976 في الكونجو الديموقراطية، الصعوبات في وقف الوباء، إلى خروج سيراليون وليبيريا مؤخرا «من حرب أهلية استمرت عقودا».
وقال لوكالة فرانس برس إن «ليبيريا وسيراليون تحاولان الآن إعادة إعمار ما هدمته الحرب، لذلك فالثقة مفقودة تماما في السلطات، وهذا يفسر كما اعتقد، إضافة إلى الفقر وضعف الأجهزة الصحية، سبب انتشار هذا الوباء الكبير الذي نواجهه».
ويؤدي الوباء الذي لا يتوافر لقاح لمعالجته إلى حصول نزف وقيء وإسهال.
ويمكن أن تصل نسبة الوفاة بسبب هذه الحمى من 25 إلى 90%.
(جنيف، كوناكري، وكالات)