دعا البيان الختامي للقمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي التي انعقدت في مدينة إسطنبول الجمعة إلى توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، مؤكدا ضرورة اتخاذ خطوات لمنع دول أخرى من نقل سفاراتها إلى القدس، بينما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الأمة الإسلامية ستتخذ خطوات بهذا الشأن.
وطالب البيان بنشر قوة دولية لحماية الفلسطينيين بعد استشهاد عشرات المتظاهرين بالرصاص على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي على حدود قطاع غزة الأسبوع الماضي.
وأكد أن القدس عاصمة أبدية لفلسطين وأن نقل السفارة الأميركية لا يغير وضعها، مشيرا إلى أن الخطوة الأميركية تشجع الاحتلال على استهداف الفلسطينيين.
كما اتهم بيان قمة إسطنبول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدعم جرائم الاحتلال الإسرائيلي وحمايته، وأدان الأعمال الإجرامية للقوات الإسرائيلية في غزة ضد الفلسطينيين العزل، مشيدا بدور دولة الكويت في مجلس الأمن إزاء أحداث غزة.
وفي كلمة له في ختام قمة إسطنبول، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الأمة الإسلامية ستتخذ خطوات للرد على القرار الأميركي بنقل سفارة واشنطن إلى القدس المحتلة.
وجدد أردوغان التأكيد أن القدس قضية المسلمين كافة، وأنها مدينة مقدسة لا يمكن تركها تحت رحمة دولة إرهابية.
من جهته قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله إن من حق الفلسطينيين اللجوء إلى جميع السبل المتاحة لمجابهة الأعمال العدائية من جانب الولايات المتحدة، أو أي طرف آخر.
واعتبر الحمد الله أي دولة تنقل سفارتها إلى القدس؛ متواطئة في تقويض النظام الدولي، وعلى الدول اتخاذ التدابير المناسبة لمواجهة ذلك، بما فيها قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية.
من جهته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن نقل السفارة الأميركية إلى القدس كان بمثابة الضوء الأخضر للكيان الصهيوني للقيام بكل تلك المجازر والجرائم غير القانونية التي قام بها ضد الشعب الفلسطيني.
وطالب روحاني بإيقاف إسرائيل من توجيه الإهانات للمجتمع الإسلامي إلى الأبد، مشيرا إلى ضرورة "مقاطعة أميركا والكيان الصهيوني تجاريا وسياسيا". وأكد أن القضية ستطرح مجددا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أما ملك الأردن عبد الله الثاني فدعا الدول الإسلامية والعربية إلى التحرك واتخاذ إجراءات فورية لدعم صمود الفلسطينيين وتمكينهم اقتصاديا، والتصدي لمحاولات تهويد مدينة القدس أو تغيير هويتها العربية والإسلامية والمسيحية.
وأشار الملك عبد الله إلى أن المنطقة لن تنعم بالسلام الشامل إلا بحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفق قراراتالشرعية الدولية والمبادرة العربية.
من جهته، قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إن نقل السفارة الأميركية إلى القدس يقوض عملية السلام في الشرق الأوسط، مضيفا أن بلاده ستواصل مساعيها في مجلس الأمن للخروج بقرار دولي ينص على توفير الحماية الدولية للفلسطينيين.
المجتمعون تعهدوا بالتنسيق لتعزيز الصمود الفلسطيني (رويترز)
مجزرة مروعة
وفي كلمته، وصف أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المتظاهرين السلميين بغزة في ذكرى النكبة؛ بأنه مجزرة مروعة.
وقال الشيخ تميم إن إسرائيل واصلت احتلال قطاع غزة إلى يومنا هذا عبر فرض حصار عليه، مشددا على أنه دون حل عادل للقضية وإنصاف الشعب الفلسطيني فلا يمكن وقف النزيف المتواصل منذ سبعين عاما.
وأضاف أن ثمة إجماعا دوليا على ضرورة وضع حد للظلم ضد الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يقف عاجزا أمام الرفض الإسرائيلي لهذا الإجماع.
وشدد أمير قطر على مركزية القضية الفلسطينية كأولوية عربية يجب أن تظل محل إجماع عربي، ولا يجوز أن تكون رهينة للخلافات السياسية بين الدول.
وأكد أن الطريق إلى رفع الظلم يمر عبر تسوية تاريخية تتمثل في إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس وفي المناطق التي احتلت عام 1967. كما طالب بإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة بقرار سياسي، وفرض حل عادل للقضية الفلسطينية.
من جهته طالب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين بتشكيل لجنة خبراء مستقلة للتحقيق في الجرائم الإسرائيلية المرتكبة على حدود غزة، وقال إن التحقيق الدولي في الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم 14 مايو/أيار الجاري هو مطلب ملح وعادل.
المصدر : الجزيرة + وكالات