موجة جفاف هي الأكثر حدة خلال السنوات الأخيرة، تشهدها مناطق واسعة من موريتانيا بفعل شُح الأمطار في موسم الخريف الماضي.
مع معاناة أكثر من أربعمئة ألف موريتاني من المجاعة بسبب نقص الأمطار وطول فترة الصيف المتواصلة منذ خريف 2017، دق برنامج الغذاء العالمي ناقوس الخطر مؤكدا ان النقص الكبير في أمطار 2017 جعل موريتانيا شأنها شأن بقية دول الساحل الأخرى تتعرض لأخطر موسم جفاف عرفته في تاريخها، مشيرا الى أن الأمطار القليلة التي شهدها الموسم الماضي والتي كانت سيّئة التوزيع أثرت على الإنتاج الزراعي وعلى المواشي، وجعلت السكان اكثر عرضة السكان للهشاشة والضعف والأمراض وسوء التغذية، وهو وضع تتطلب مواجهته تضافرا سريعا لجهود الحكومة وشركاء موريتانيا.
ولجأ عدد من مربي المواشي إلى التخلص من قطعانهم بأسعار منخفضة مقارنة بما كانت عليه في الأعوام السابقة، تخوفا من ارتفاع المصاريف على الدواب في غياب المرعى.
وتسبب شح الأمطار في نقص شديد بالمساحات الرعوية، واتساع دائرة التصحّر في البلاد التي تعاني أصلا من التصحر وانحسار الغابات والغطاء النباتي.
وتضرّرت كل أنواع الثروة الحيوانية بالجفاف الذي يضرب البلاد، غير أن وقع الجفاف على البقر هو الأشد وتتركز غالبيته في ولايات الوسط والشرق والجنوب، وتقدر القطعان المتضررة بمئات الآلاف من الأبقار، فيما بدأت الخسائر تسجّل في صفوفها خلال الأسابيع الأخيرة.
وتسببت موجة الجفاف التي تشهدها البلاد هذا العام في هجرة كبيرة لسكان القرى والأرياف نحو المدن الرئيسية بحثا عن فرص عمل ومساعدات حكومية بعد أن أضحت الزراعة غير مجدية بسبب النقص في المياه.
فيما هاجر العديد من ملاك الماشية إلى دول الجوار، خصوصا مالي والسنغال، بحثا عن مناطق رعي.
وأمام الانتقادات الموجهة لها، أعلنت الحكومة أنها انتبهت مبكرا للآثار الناتجة عن شح الأمطار هذا العام، وأنها اتخذت كل الإجراءات للحد من آثار الجفاف.
وتقول الحكومة إنها خصصت مبلغ 160 مليون دولار، في إطار برنامج استعجالي للتصدي لآثار الجفاف، وإن السلطات وزعت خلال الأشهر الماضية 20 ألف طن من الأعلاف.
وتقدر الثروة الحيوانية في موريتانيا بأكثر من 22 مليون رأس، وفق أرقام رسمية لوزارة الاقتصاد والمالية.
(ديما نجم)