ان ممارسة السياسية في موريتانيا، دائما ما تجعل العسكري يضطر، رغم غرابتها عليه، الي النزول الي المعترك الميداني الطاحن ولو من وراء حجاب، بتحريك الايدي الخفية، ليضمن وجوده في رسم الخارطة المحلية المستقبلية، بقدر يجعله ورقة وزانه في الشان المحلي اذا دعت الضرورة.
الا ان المدير العام للأمن الخارجي والتوثيق العقيد السابق محمد فال ولد امعييف، تحفظ، قبل ترقيته الي رتبة جنرال، من خوض غمار السياسة المحلية في ولاية لبراكنه، لان معرفته الجيدة بعالم الاستخبارات جعلته يدرك جليا، ان ممارسة السياسة قد تكون سلعة رابحة لغيره، من اجل تشويه صورته لدي الرئيس عبر تقارير استخبارية معدة من طرف مصالح الامن العام بأمر من مديره العام الجنرال محمد ولد مكت.
وهو الشيئ الذي سيعلق لامحالة سعي السلطات العليا مسطرة ترقيته الي رتبة جنرال بسبب تلك التقراير، وان كانت تهدف الي تحقيق مآرب خاصة اكثر من عامة.
هذا ما خص به ولد امعييف بعض اصدقائه المقربين.
واليوم وقد حاز علي رتبة الجنرال، يعتبر ولد امعييف نفسه انه قادر علي دخول السياسية من بابه الواسع، حيث يدعم الآن تحالف لبراكنة الكبير و الخصم اللدود لحلف ولد مكت.
وهنا يتنزل الصراع الشرس بين الجنرالين ولد امعييف وولد مكت، حيث ان كلاها يسعي جاهدا الي كسب ثقة الرئيس بتزويده بمعلومات استخبارية نوعية.
وهو ما دفع البعض الي التساؤل عن أي الضابطين الساميين سيغلب الاخر في انتاجه للمادة الاستخبارية، كل من حيث موقعه.
ولاشك ان ذلك الصراع سينعكس سلبا علي جودة الاستخبارات بشكل عام، بسبب الصراع الدائر بين مكتب للأمن الخارجي والتوثيق وادارة الامن الوطني.
وهو ما قد يقود الرئيس الي اتخاذ الحذر والاجرائات الاحترازية الضرورية قبل فوات الاوان و وصولها الي مراحل يصعب فيها تصحيح الاختلال.
وفي هذا الشأن بالذات، علمت وكالة "تقدم" الاخبارية من مصادر موثقة، ان الرئيس محمد ولد عبد العزيز نصره الله
قد يلجا الي اجراء غير مسبوق بتعيين مفوض علي الادارة العامة للامن الوطني، ربما في شخصية المفوض سيد ولد باب الحسن.
وقد يتم اتخاذ نفس الاجراء علي مستوي مكتب الأمن الخارجي والتوثيق مع احتمال كبير بتكليف العقيد الدح ولد ملاي اعل بادارته، وهو اهلا لذلك بشهادة الجميع، بعد ان خدمه بجد وتفان منذ 20 سنة
ومهما يكن فان الكرة في مرمي ولد عبد العزيز الذي يجب ان يحسب لكل امر حساب.
تقدم