ما يزال الارتباك الرسمي والغموض يلف قضية الاشتباكات التي وقعت، أمس السبت في محيط قصر الخزامى الملكي في العاصمة السعودية الرياض، خصوصاً مع تعدد الروايات الرسمية المتناقضة من قبل السلطات السعودية، في وقت كشفت تسريبات عن وقوع هجوم كبير على قصر الملك سلمان يقف وراءه أمراء معارضون للملك وولي عهده.
وفيما كانت مواقع التواصل تشهد نشر مقاطع فيديو لاشتباكات عنيفة في الرياض، كانت السلطات السعودية التزمت الصمت وفي الوقت ذاته كان الإعلام السعودي ينفي بشكل قاطع حدوث أي شيء في حي الخزامى حيث القصر بالملكي بالرياض قبل أن تخرج شرطة الرياض وتقول إن نقطة أمنية أسقطت طائرة لاسلكية “ترفيهية” حلقت بدون ترخيص.
وبدت الرواية الرسمية ضعيفة خصوصاً مع ظهور تساؤلات حول سبب إطلاق النيران الكثيفة لاسقاط طائرة “ترفيهية” ولماذا كانت النيران تتجه بشكل أفقي فيما يفترض أن يتم الإطلاق إلى الجو حيث يفترض أن الهدف طائرة محلقة في الجو، هذه التساؤلات أربكت السلطات السعودية لتعود وتناقض نفسها مقدمة رواية أخرى أضعف من سابقتها.
الرواية الأخيرة التي رصدها المراسل نت جاءت عبر الإعلام الرسمي السعودي، حيث بثت قناة الإخبارية الحكومية خبراً يفيد بأنه تم “القبض على شخص حفز طفلاً على إطلاق النار في الرياض” وبثت مع الخبر مقطع فيديو لشخص إلى جانب طفل يحمل سلاحاً رشاشاً ويطلق النار منه، لكن محرر المراسل نت لاحظ أن الفيديو تم تصويره في النهار فيما الاشتباكات التي شهدها حي الخزامى وقعت في وقت متأخر من مساء أمس السبت.
من جانبه كشف المغرد السعودي الشهير “مجتهد” عن معلومات أولية حول ما حدث عبر تغريدات رصدها المراسل نت في صفحته بموقع تويتر. وقال مجتهد إن ” المعلومات المتوفرة حتى الآن حول اطلاق النار في حي الخزامى” تفيد بأن “الهجوم على قصر الخزامى” من سيارات تحمل مدفع 50 ملم والرد كان عشوائيا” مضيفاً أنه “لم تتوفر تفاصيل حتى الآن عن هوية المهاجمين (الذين اختفوا) ولا الهدف من الهجوم ولا عن عدد الإصابات”.
ورأى مجتهد أن الرواية الرسمية حول اسقاط طائرة لاسلكية “أسطورة جرى تأليفها لدفع الحرج”.
وفي وقت لاحق قال مجتهد أنه يجري في أوساط الأسرة الملكية تداول معلومات تتطابق مع ما نشرته صفحة “صوت العرب” نقلاً عن مصادر وصفها بالمطلعة أن “عدد القتلى ٧ من الطرفين واختفى بقية المهاجمين والجهة الرسمية تعتبر ان هدف الهجوم هو محمد بن سلمان ويبقى خلف الهجوم جناح من الاسرة”.
مجتهد أضاف في تغريدة أخرى أنه ” قد تكون هناك طائرة درون بشكل عرضي أو جزء من تصوير المنطقة لمساعدة المهاجمين لكن إطلاق النار ليس له علاقة بها بل كان تبادل نيران من طرفين استغرق ساعة كاملة تقريبا”.
أما المعارض السعودي غانم الدوسري الذي يقيم في بريطانيا فكشف معلومات تؤكد أن ما حدث كان محاولة انقلاب يقف وراءها ولي العهد المعزول محمد بن نايف.
وقال الدوسري في تغريدة رصدها المراسل نت في صفحته بموقع تويتر “مصادر من الديوان الملكي: محاولة الانقلاب قام بها ضباط موالين لمحمد بن نايف ولا يزال الملك وولي عهدة في حالة رعب شديد خوفا من نجاح المحاولة القادمة”.
وأضاف أن السلطات السعودية بدأت التحقيق مع عشرات المسؤولين بمن فيهم موظفي الديوان الملكي. وأشار الدوسري إلى أنه “يعمل محمد بن سلمان على إقناع الاعلام الغربي بأن ما حدث اليوم كان للتعامل مع طائرة درون وانه مرضي عليه في الداخل ولا يوجد من يريد الانقلاب عليه”
من جانب آخر تواصل المراسل نت مع معارض سعودي آخر في لندن عبر موقع تويتر وطلب منه التعليق على الحادثة، فأجاب أن ثمة احتمال كبير بأن ما جرى محاولة للتخلص من الملك وولي عهده من قبل أمراء معارضين لهما ممن تتضرروا من حكمهما سواء ممن تم سجنهم ومصادرة أموالهم او من تم اقصاؤهم من السلطة وتقليص مخصصاتهم المالية.
وأضاف أن تناقض وتعدد الروايات الرسمية السعودية حول الحادثة يعزز من تلك الفرضية، مشيراً إلى أن مسؤول سعودي كبير اضطر في وقت متأخر من مساء أمس السبت للتصريح لوكالة رويترز بأن الملك سلمان لم يكن في قصر الخزامى، معتبراً أنه لو كان الأمر مجرد اسقاط طائرة ترفيهية حلق بها أحد الهواة لما كان هناك داعٍ للكشف عن مصير الملك لأن ذلك لا يمثل خطراً.
gulfeyes.net/