لاتزال انبعاثات مصانع دقيق السمك المعروفة محليا ب"موكا" تؤرق ساكنة العاصمة الاقتصادية نواذيبو وسط صيحات واستغاثات السكان بضرورة تحييد الروائح.
وتتفاقم معاناة السكان مع هبوب الرياح حيث تخترق الروائح كل البيوت وتزيد من معاناة السكان بشكل كبير دون أن يتم تحييد هذه الروائح بالرغم من انعكاساتها المتعددة.
وبالرغم من الوعود الحكومية في تحييد الروائح إلا أن الانبعاثات تزداد وأعداد المصانع تتضاعف في عاصمة الاستثمار والمنطقة الحرة بموريتانيا دون أن تتم حلحلة المشكل بشكل نهائي.
وعود مؤجلة...
وسبق لمسؤول في المنطقة الحرة بأن تعهد بأن تودع المدينة الروائح نهائيا في 15 أكتوبر 2016 وإن لم تفعل فسيتم إغلاقها غير أنه كان لافتا في أنه مع حلول التاريخ ازدادت الانبعاثات بشكل غير مسبوق.
وبالرغم من حديث المنطقة الحرة قبل أشهر بضرورة التزام المصانع بالمعايير أو الإغلاق إلا أن ذالك لم يجد نفعا في التخلص نهائيا من الروائح التى لاتزال بعبعا يطارد السكان وهاجسا لدى الكثير من سكان المدينة الساحلية.
أضرار متعددة...
بدوره الأمين العام لجمعية البئية والتنمية والصحة غير الحكومية الذهبي أد فقد رأى بأن المدينة شهدت طفرة في أعداد المصانع وإن تأثيرها واضح على المواطنين حيث أن الوافد إلى المدينة جوا في الغالب مايصطدم بروائحها التي تصادفه لحظة نزوله بحكم تموقع المصانع قبالة المطار.
وقال الذهبي لوكالة الأخبار إن المدينة شهدت استفحال أمراض الحساسية وضيق التنفس خصوصا في فئة الأطفال وهو مايثير استفهامات عن أسبابها وماإذاكانت روائح دقيق السمك هي السبب الحقيقي وإنه يجب التحقيق لمعرفة الـأسباب الحقيقية لذلك حسب قوله.
واستغرب الناشط في المجتمع المدني لجوء المصانع إلى حرق الأسماك واستعمالها بدل أن تكون للاستهلاك لفائدة المواطنين، داعيا إلى تحييد خطر المصانع أو تحويلها بالرغم من تراجع نسبي في انبعاثاتها في الفترة الأخيرة حسب قوله.
واعتبر الناشط أن كثيرا من المواطنين بات ينزح خارج المدينة بفعل قوة الروائح التي تصدر من المصانع المتواجدة في المدينة ، مستغربا حصار نواذيبو برا عن طريق مدخلها وتحويله إلى سوق للأغنام وجوا بروائح دقيق السمك علاوة على القمامة وحرائقها وهي وضعية تبدو بحاجة ماسة إلى التغيير حسب تعبيره.
ووصف الناشط دور مصانع الأسماك ب"الخجول" من الناحية الاجتماعية حيث لم يلمس لها أي أثر في دعم الفقراء والفئات الهشة ومعظم العاملين فيهم بدون عقود عمل وأجانب حسب قوله.
جهود رسمية...
مصدر إداري في سلطة منطقة نواذيبو الحرة قال إن روائح دقيق السمك عرفت تراجعا في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ ، وإن الجهات المكلفة بها في المنطقة الحرة ترسل فرقا فنية لإغلاق أي مصنع تنبعث منه الروائح بشكل مؤقت إلى حين تطبيق المعايير المطلوبة وفق المصدر.
وقال المصدر إن ثمة آليات تم العمل عليها من أجل ضبط عمل المصانع من ضمنها الزامهم بالتجهيزات الضرورية ، ورقابة وسائل نقل الأسماك وتفريغها وطرق استقبالها والمياه المستخدمة فيها حسب المصدر.
ونبه المصدر إلى أن تواجد المصانع من الأصل في قلب المدينة لم يكن صائبا وإن العمل يجري من أجل تحييد الروائح والعمل على الزام المصانع باحترام المعايير البيئية أو اغلاقها وفق المصدر.