«ينتابني شعور قوي أن "ماركيز" أشهر روائيي أمريكا اللاتينية ، وصاحب رواية "الحب في زمن الكوليرا"، والحائزعلى جائزة نوبل للاداب عام 1982، قد تعجل كثيرا في عنونة روايته المشهورة : " الحب في زمن الكوليرا" ، قياسا بمجازر" آل سعود" وتحالفهم المتهالك ، على شعب اليمن ، منذ أكثر من عامان ، والتى مازال الشعب اليمني يحصد ثمارها الكارثية ، التي ابادت الأخضر واليابس ، وقضت على كل مكتسبات ومقدرات الشعب اليمني بتآمر واضح من قوى إقليمية ودولية ، بمشاركتها بشكل مباشر في العدوان الإمبريالي الصهيوأمريكي وأدواته القذرة بالمنطقة كمملكة "ال سعود" وممالك الخليج المشاركة في العدوان وبقية الأنظمة العميلة خدمة للمشروع الإمبريالي الفاشي الأمريكي للهيمنة والسيطرة على مقدرات المنطقة وتدمير المصانع والمزارع وكل ما يصلح كنواة للإستقلال الوطني ، أمام مباركة دولية ، وصمت مخزي لكل شعوب العالم ، ان الجرائم التى تمت خلال العامان ، تعد بمثابة محك للضمير الانساني العالمي ، ووصمة عار على جبين الانسانيه ، فمنذ اكثر من عامان من القصف الهمجى ، الذي لم يتوقف يوماً واحداً منذ الإعلان عن عمليات العدوان الهمجى في 26 من مارس 2015 ، ارتكبت خلالها مئات المجازر بحق الشعب اليمنى بدم بارد ، واستخدمت فيها جميع انواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً لإبادة الشعب اليمني بأكمله ، في ظل واقع دولي مزري ، مجتمع دولي خيم الصمت بفعل المال السعودي الملوث بالبترول ، ما خلا الا من بعض بيانات الإدانة والإستنكار ، التى لم يتجاوز دورها حدود الإدانة والإستنكار والقلق ، حربا مجرمة القت بظلالها المخيفة على حيــاة آلاف من الاطفال والنساء وتســببت في تدمير واســع للبنيــة التحتية والمرافق الطبية ، يزداد الالام الشعب اليمنــي مــع مــرور الأيــام ، ليصبح اليوم مهدد بأسوأ كارثة إنسانية فى العالم ، ليصل نحو 17 مليون من سكان اليمن البالغ عددهم 26 مليون نسمة محرمون من الغذاء الكافي ، منهم ثلاثة ملايين طفل على الأقل يعانون سوء التغذية ، ولم تتوقف معاناة اليمنيين عند هذا الحد وإنما اذادت باجتياح وباء الكوليرا، وفي ظل الظروف الماساوية الحالية وسط مخاوف من وقوع كارثة غير مسبوقة ، وعجز مؤسسات الدولة المنهارة باليمن على قدرتها فى الصمود في مواجهة وباء الكوليرا وارتفاع أعداد الوفيات ، فمع اعلان "وزارة الصحة اليمنية" حالة الطوارئ في العاصمة اليمنية صنعاء، واعتبارها مدينة "منكوبة" بسبب انتشار وباء الكوليرا فيها، وفى ظل انهيار النظام الصحي في اليمن و تحزيرات عالمية من أن تزايد أعداد المصابين بالكوليرا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، وأن انتشار المرض سيتواصل ليبلغ مناطق جديدة ، ليواجه مئات الآلاف من اليمنين خطر فقدان حياتهم بسبب مواجهتهم للحرب والجوع والكوليرا، والسرعة التي تتزايد فيها أعداد الإصابات تتجاوز القدرات الحالية للاستجابة في النظام الصحي نظرا للأوضاع المتردية بعد أكثر من عامين من الحرب وجراء القيود المفروضة على الواردات وعدم القدرة على دفع الرواتب بانتظام للعاملين في مجال الرعاية الصحية ، ويستمر وباء الكوليرا في الانتشار بسرعة غير مسبوقة في كافة أنحاء اليمن ليطال الرجال والنساء والأطفال الذين تحملوا لأكثر من عامين تبعات الاعتداء الاجرامى عليهم الذي تسبب في انهيار المؤسسات وشبكات الأمان الاجتماعي ، ليبقى هناك أكثر من 7 ملايين و600 ألف يمنى يعيشون فى مناطق مهددة بانتشار وباء الكوليرا ، خاصة مع التزايد المتصاعد يومياً للحالات المصابة بالإسهال المائي، والتي تتراوح بين 2000 و3000 حالة يومياً، فضلاً عن الارتفاع المستمر في أعداد الوفيات بهذا الوباء ليصل الى 184 منذ 27 أبريل/ نيسان الماضي، والاشتباه في إصابة 11 ألفا آخرين في أنحاء اليمن ، وسط قدرات محدودة للمواجهة ، فاوغاد "ال سعود" لم يحملوا فقط الموت بواسطة القنابل والصواريخ وإنما زرعوا الأوبئة والأمراض والمجاعات ، هذا ما جناه شعب اليمن ، من حقد اوغاد "ال سعود" الذين جسدوا اداة الارهاب الأكثر قسوة ودموية في يد النظام العالمي للإمبريالية بزعامة امبراطورية الشر" أمريكا" ، والتى لم تتونى لحظة للحفاظ عليهم ومنع سقوط عروشهم الوهنة ، بل ساندتهم بكل السبل ابتداء بالتمويل والتسليح وصولا الى مشاركتم فى سحق الشعب اليمنى وتشريده وتفتيته واقتلاعه من بيئاته المحلية التاريخية ، فلم يترك اوغاد "ال سعود " ، أي شكل نتوقعه أو يفوق التوقع من أشكال الإرهاب والقتل الا وابتدعتوة واستخدموة ضد الشعب اليمنى ، وهذا ليس غريبا على نظام دموي مجرم ، كذلك ليس غريبا أن يحظى بهذه الحصانة الدولية من قبل قوى الهيمنة الامبريالية لما يؤديه من خدمات جلى لها ، ولكن الغرابة كل الغرابة أن يجد هذا النظام وحتى اليوم من يدافع عنه ويتطوع لنشر أكاذيبه المفضوحة ودعاويه التضليلية التافهة ، ان الشعب اليمني يدفع ثمن انتصار مشاريع الثورة المضادة في المنطقة ، وصراع أطراف كلها رجعية مجرمة على النفوذ والسلطة ، لتحرف مسار ثورات الشعوب عن العدالة الاجتماعية والحريات ، باتجاه حروب طائفية ومذهبية».