الدكتور دخل الحكومة شريفا.. وخرج نظيفا ‎

جمعة, 06/02/2017 - 10:03

تحدث البعض بإسهاب عن ظروف ودواعي ودوافع إقالة الدكتور مولاي ولد محمد لغظف من منصبه الوزاري الرفيع.
تحليلات يعتمد بعضها على المنطق والبعض الآخر يستقرئ مجريات الأحداث، وتهجم وتشف من البعض الآخر، غير أن كل القيل والقال في الموضوع يبقى رجما بالغيب، ويبقى الأكيد بل المؤكد والذي أجمعت عليه كل الأطراف هو أن الوزير الدكتور خرج مرفوع الرأس لم تشب تسييره أية شائبة منذ وطئت قدماه مكاتب الوزارات التي أدارها ، ولم ينزل قط لمستنقعات التنابز وسيئ القول، ولم يصدر منه ما يغيظ عدوا ولا صديقا، وبذلك يكون الدكتور قد دخل الحكومة شريفا وخرج منها نظيفا..
أما الأهم فهو أن الدكتور كغيره من عظماء رجال الدولة يبقون جنودا يركبون أحصنتهم حين النداء ويستريحون استراحة المحارب الشجاع حين تطلب منهم القيادة ذلك، ولا يتعلق تعيينهم أو تفريغهم بعلاقاتهم بالنظام فهي ثابتة كرواسي الجبال لا تحركها رياح المرجفين ولا صناع الشائعات...
بخبرتي في الدكتور مولاي ولد محمد لغظف، وبكوني شاهدا على جزء كبير من الحياة السياسية لهذا الرجل العظيم، لا يسعني إلا أن أقول إنني شخصيا تعلمت منه أشياء كثيرة، أولها حسن الخلق وصفاء النية، وثانيها الإخلاص من أجل الإخلاص فقط لا غير، وثالثها التعامل بهدوء وروية وعقلانية مع أصعب الظروف، و رابعها عدم النزول إلى مستنقعات الصراعات غير المجدية مهما حاول الخصم جري إلى ذلك، و خامسها احترام الخصم والعمل على امتصاصه بدل مصارعته، وآخرها البذل والعطاء بغير حدود والحياء عند تقديم الشكر بل والتهرب منه.
معينا كان أو مفرغا يبقى الدكتور مولاي ولد محمد لغظف الجبل الراسي الذي لا تهزه عاديات الأباطيل، ولا تغير مواقفه إغراءات الزمن الرديء.

بادو ولد محمد فال امصبوع