قال بيرام ولد الداه ولد اعبيدي إن رحلته الماضية التي تغيّب فيها طويلا عن موريتانيا، كانت قراراً اتخذته خلية أزمة شكلّتها إيرا بعد أن أبلغتهم نيته العودة لموريتانيا إثر الاعتقالات التي طالت قياديين و مناضلين من إيرا، حيث رفضوا ذلك، مؤكدين ضرورة التركيز على الحملة الدولية و التقليل من المواجهة في الداخل، صيانةً لسلامة أرواح المناضلين و أجسامهم، يقول بيرام. و صيانة للبلاد من أن تجتاحها فوضى عارمة إن ارتكبت الحكومة الموريتانية حماقات في تعاملها معهم.
و قال رئيس حركة إيرا الحقوقية الذي كان يتحدث في مقابلة بالفيديو مع تقدمي إنه اشترط على خلية الأزمة أن يعود فوراً إلى موريتانيا إن تم توجيه اتهام له في التحقيقات مع سجناء گزرة بوعماتو، لذلك لم ير ضرورة للعودة لموريتانيا حين لم توجه له العدالة الموريتانية اتهاماً، فواصل نضاله و مهمته على الصعيد الخارجي. يقول بيرام.
و تحدث ولد الداه ولد اعبيدي بإسهاب خلال المقابلة عن جولته في إفريقيا و أوروبا و عن نجاحاته خلالها في لفت الانتباه لقضايا لحراطين العدالة و لمعاناة السجناء الحقوقيين.
و قال بيرام إن لزيارته تلك نتائج منها ماهو مستتر و منها ماهو بادٍ للعيان، و كان من بعض تجلياتها ما أثار الحكومة و ناطقيها الرسميين فتحدثوا عنه.
و تحدث داعية حقوق الإنسان الموريتاني عن ظروف عودته و ما شابها من استفزاز و استنفار أمني و نشاط للخلايا لاستخباراتية. حسب قوله. مؤكدا أن إيرا احتوت الأمر بمسؤولية من يسعى للتغيير بطرق سلمية و قانونية.
و بخصوص خطابه التصالحي قال بيرام إنه عين الخطاب الذي ألقاه في 10 نوفمبر 2014 في مقر إيرا بنواكشوط، و الذي أكد فيه أنهم يمدون يد النقاش و السلم و المهادنة لجميع لأطياف السياسية و المجتمعية، معارضة و مولاة، و قد استجاب له حينها كثير من بينهم علماء و نشطاء مجتمع مدني وشخصيات مستقلة و رفضه النظام، الذي قام باعتقالي في اليوم الموالي لخطابي. و أضاف بيرام أن ذلك الخطاب لا يزال خطاب إيرا.
و قال بيرام إن الخطاب التصالحي جاء نتيجة دراسة معمقة، وقد ساق بيرام خلال المقابلة المصورة مبررات للنبرة التصالحية الجديدة في خطابه.
و تحدث بيرام خلال المقابلة عن النظام العسكري الذي شهدته موريتانيا منذ الانقلاب على ولد داداه في 1978 منتقدا نمط الحكم الذي كان ينتهجه العساكر في حكمهم للبلاد. و أضاف أن نظام ولد عبد العزيز يعتقد أنه يكتسب شرعيته من التفاف مجتمع البيظان عليه باعتباره طوق أمان له، بما يوهمهم به من وجود خطر لحراطين الداهم الذي يتربص بهم الدوائر.
و يعتقد بيرام ـ حسب ما أعرب عنه في مقابلته المصورة ـ أن تلك الورقة التهويلية قد تم إتلافها بخطابه التصالحي.
و بخصوص رده على سؤال حول التشكيلة الجديدة للمكتب التنفيذي لحركة إيرا و إقالة نائب الرئيس ابراهيم ولد بلال و استقالة محمد باب ولد سعيد و أحمد عمو منه و هيمنة شريحة “البولار” عليه، و ما يتهم به من ممارسة ديكتاتورية في تشكيله و عدم إشعار لبعض القياديين بتاريخ انعقاده قال بيرام إنها دعاية عنصرية مغرضة يروج لها النظام و أبواقه.
و استفاض بيرام في الرد على سؤال يتعلق بملابسات ما يجري الحديث عنه من خلافاته مع ابراهيم ولد بلال و إسباب إقالته من منصب نائب رئيس حركة إيرا.
و رد بيرام على سؤال عن المعتاد من توتر علاقاته مع جميع رفاقه الذي يدخلون معه السجن، هل أن نَفَسَهم النضالي ينبهر بعد تلك التجربة المريرة أم أنهم يخضعون لإغراءات ما فيتخلفون عن الركب أم فقط لأنهم يطلعون على حقيقة بيرام.. فقال إن كثيرون دخلوا معه السجن فتوطدت علاقته بهم و قويت عُراها و استمروا في إيرا و واصلوا نضالهم في صفوفها، أما غيرهم فالغريب في شأنهم و المثير للريبة ـ يقول بيرام ـ إنهم لا يغادرون إيرا إلا إلي صفوف النظام. و أضاف بيرام أنه لا يوجد تنظيم و لا نظام لا يغادره بعض أعضاءه، فولد عبد العزيز و اعل ولد محمد فال مثلاً كانا مع ولد الطائع ثم ذهبا عنه و انقلبا عليه.
و قال بيرام إن إيرا لم تعانِ يوماً من مخابرات البيظان و إنما مخابرات و عمالة لحراطين.
و تحدث بيرام في مقابلته مع تقدمي عن الشكوى التي تقدمت بها إيرا أمام المحاكم الدولية ضد من مارسوا التعذيب في حق مناضليها المسجونين، وقال إن السجناء هم من تقدموا بالشكوى و أوكلوا مهمة رفعها لمحامين دوليين، ضد من قاموا بتعذيبهم، حيث حددوا في الوكالة التي حرروها في سجنهم طبيعة التعذيب الذي مورس ضدهم و أسماء من قاموا بتعذيبهم، و كذلك مهندسو التعذيب ضدهم.
و قال بيرام إن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ليس ضمن الأسماء موضع الشكاية المذكورة.
و تحدث رئيس حركة إيرا بالتفصيل عن الشكاية و تفاصيلها.
و رد ولد الداه ولد اعبيدي عن سؤال يتعلق بتركيزه مؤخرا على الأسفار خارج البلاد و حصد الجوائز و التكريمات على حساب النضال الميداني الذي تم إهماله مؤخرا، فقال إن السبب يعود إلى أن النظام شغل إيرا بسجنها و مضايقتها مما جعل الأولوية لدى المناضلين هي إطلاق سراح السجناء، كما أكد بيرام على سعيه إيضا بعد أن كثرت جماهير إيرا لتحاشي كل صدام يمكنه أن يكون دمويا، خصوصا أن أوساطا في النظام تسعى جاهدة لخلق ملحمة دموية لتكون ذريعة لسد أبواب التغيير الذي أصبح ينشده كل الموريتانيين.
و هاجم بيرام “الحوار” الأخير الذي اعتبره مجرد مناورة.
و قال بيرام إنه ليس ضد عدم مساءلة الرئيس عزيز إن غادر السلطة، لكنه ليس بدسترة اللاعقاب. كما تحدث بيرام عن موقفه من قضية تونكارا.
تقدمي