رصدت الأخبار العديد من كواليس المؤتمر الصحفي الذي نظمه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الليلة في القصر الرئاسي، واستمر لساعتين ونصف بمشاركة ممثلين عن عدة مؤسسات إعلامية بينها الأخبار.
ومن بين الكواليس التي رصدتها الأخبار تصاعد توتر العلاقة بين الوزيرين الأولين الحالي والسابق، و"مقاتلة" مديري مؤسسات الإعلام الرسمي لضمان تغطية المؤتمر الصحفي دون أخطاء، وحضور بعض الشيوخ للمؤتمر الصحفي، إضافة لسخونة القاعة التي استضافت المؤتمر، وإظهار الرئيس لهاتفه الشخصي ساعات قبل انطلاقة المؤتمر.
رفض للمصافحة..
ورصدت الأخبار عزوف الوزير الأول يحي ولد حدمين عن مصافحة الوزير الأول السابق والوزير الأمين العام للرئاسة حاليا مولاي ولد محمد الأغظف، وذلك رغم تقاربهما مقاعدها في القاعة حيث لم يكن يفصل بينها سوى مقعد واحد مخصص لحرم الرئيس تكيبر بنت أحمد والتي تأخر وصولها عنهما.
وكان ولد حدمين هو الواصل أخيرا، حيث صافح بعض الموجودين في القاعة - ومن بينهم رئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم - قبل أن يجلس على مقعده دون مصافحة ولد محمد الأغظف
ويعود الخلاف بين الرجلين للأسابيع الأولى من تولي ولد حدمين للوزارة الأولى في أغسطس 2014، خلفا لولد محمد الأغظف، وقد تصاعد الخلاف بينهما طلية السنوات الثلاث الماضية.
غائبون.. وحاضرون
وفد غاب عن عن المؤتمر الصحفي للرئيس ولد عبد العزيز، رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير – الذي حضر زملاؤه من رؤساء الأحزاب المحاورة -، ورئيس الجمعية الوطنية محمد ولد ابيليل، وكذا رئيس مجلس الشيوخ محسن ولد الحاج.
كما حضره بعض أعضاء مجلس الشيوخ، ومن بينهم شيخ مقاطعة الطينطان بولاية الحوض الغربي شيبة ولد ناتو ولد خوياتي، والشيخة عن مقاطعة تيارت بولاية نواكشوط الرفعة بنت أحمد إنل، وكذا الشيخة عن مقاطعة السبخة بولاية نواكشوط رابيا حيدر، إضافة لشيخ مقاطعة كيهيدي عن حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم سانغوت عثمان.
حضور انعكس على القاعة
وانعكس الحضور الكبير لممثلي أحزاب الموالاة وبعض المنتخبين على أجواء القاعة، حيث تراجع تأثير التكييف فيها مما أدى لارتفاع درجة الحرارة داخلها.
وعلق أحد الصحفيين – ساخرا – على حجم الحضور للمؤتمر الصحفي قائلا: "الحضور هنا يكفي للحصول على نسبة كافية لتزكية التعديلات الدستورية وتمريرها".
تفادي أي خطأ
مديرو مؤسسات الإعلام الرسمي في البلاد، وهم خيرة بنت الشيخاني مديرة التلفزيون، وعبد الله ولد حرمة الله مدير الإذاعة، والمدير ولد بونه مدير الوكالة واكبوا ميدانيا عمل فرقهم الصحفية داخل القاعة، وذلك لتفادي أي خطأ خلال التغطية.
وحافظ المديرون الثلاثة على متابعة كل التفاصيل داخل القاعة قبيل انطلاقة المؤتمر الصحفي، وخلال الساعتين ونصف التي بث فيها بشكل مباشر.
مقعد فارغ
البروتكول الرئاسي أعد مقعدا آخر إلى جانب الصحفيين، علمت الأخبار أنه كان معدا للصحفي حدمين ولد سادي مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في موريتانيا غير أن الأخير لم يتم إبلاغه بالدعوة أصلا.
وبعيد انطلاقة اللقاء بوقت وجيز تم الاتصال به، لكنه لم يكن على علم بوجوده ضمن لائحة الإعلاميين المدعويين للمشاركة في المؤتمر الصحفي للرئيس، وقد عاد البروتوكول الرئاسي ليسحب المقعد الذي كان مخصصا له.
هاتف "هواوي" الصيني
وقبل لحظات من انطلاقة المؤتمر الصحفي أخرج الرئيس ولد عبد العزيز هافتا من نوع "هواوي" الصينية، وذلك من جيب قميصه، وقلبه بين يديه لوقت وجيز قبل أن يحاول إطفائه، أو كتم صوته، ليقرر بعد ذلك تسليمه لأحد مساعديه.
وكانت شركة "هواوي" الصينية قد قدمت عددا من هواتفها هدية للرئيس ولد عبد العزيز والوفد المرافق له أثناء الزيارة الرسمية التي قام بها للصين في سبتمبر 2015.
حضور موظف واختفاء آخر
مستشار الرئيس أحمد ولد اباه الملقب "احميده" حضر المؤتمر الصحفي في زي شعبي، وكان يتجول خلال اللقاء في القاعة التي استضافت المؤتمر الصحفي.
كما حضرته المحلقة الإعلامية في القصر آسية عبد الرحمن، وكانت أول متحدثة فيه، حيث أوضحت الضوابط التي ستحكمه، والتي تم تجاوزها في العديد من الأسئلة، قبل أن "تختفي" بعيد انطلاقة المؤتمر الصحفي ليتولى الرئيس ولد عبد العزيز تسييره بنفسه.
وقبيل اختتام المؤتمر الصحفي حاول بعض حضوره التقدم نحو المربع الذي يوجد فيه الرئيس غير أنه أشار إلى مساعديه لمنعهم من التقدم، قبل أن يتطوع أحد مصوري التلفزيون الرسمي باستلام ظرف كان بيد أحد الحضور المتقدمين ويسلمه لمساعدي الرئيس.
الاخبار