تناول رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية السيد محمد بمب مكت في خطابه الختامي للدورة البرلمانية الاستثنائية الأولى لسنة 2023-2024، قضايا متعددة الأبعاد، مؤكدا مجددا المكانة المحورية للجمعية الوطنية في تسير الأزمات وعصرنة البلاد. وتمحور هذا الخطاب حول ثلاثة محاور رئيسية: دعم القضية الفلسطينية، والمصادقة على الإصلاحات الحكومية، والتقدم التشريعي المتعلق بالتنمية المستدامة.
1. دعم القضية الفلسطينية: صرخة تحذير إنسانية
افتتح الرئيس مكت خطابه بنداء قوي لصالح فلسطين، مدينا بشدة الهجمات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، والتي وصفها بأنها "همجية" وانتهاك خطير للقانون الدولي. وجدد مذكرا ب"النكبة"، أن هذه الأحداث تعتبر محاولة للتهجير القسري للفلسطينيين. كما ذكر بالطابع المقدس للأرض الفلسطينية، حيث تضمن خطابة القبلة الأولى والمسجد المقدس الثالث، متجاوزا الخطاب السياسي البسيط وملامسا الضمير الجماعي للمجتمع الإسلامي والدولي، مع تسليط الضوء على دور الدبلوماسية البرلمانية، التي لا تعتبر مجرد كلمات، بل دعوة للعمل لاستعادة السلام في المنطقة.
2. المصادقة على الإصلاحات الحكومية: إجراءات برلمانية هامة
ويتعلق المحور الثاني من خطابه بمصادقة الجمعية الوطنية على البرنامج الحكومي الذي نال «ثقة واسعة» من النواب. وشدد الرئيس محمد بمب مكت هنا على الاستمرارية بين برنامج الحكومة وبرنامج رئيس الجمهورية فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد الشيخ الغزواني، مؤكدا على الإصلاحات الكبرى، خاصة مكافحة الفساد. ويمثل هذا الارتباط بين السياسة التنفيذية والمصادقة البرلمانية خطوة أساسية في تنفيذ الإصلاحات الرامية إلى تحديث إطار الحوكمة. كما يضع الرئيس محمد بمب مكت الجمعية الوطنية في الموقع الذي يجعل منها ضامنا للتنفيذ الفعال لهذا البرنامج.
3. التنمية المستدامة والانتقال الطاقوي: نحو القيادة العالمية
ومن أبرز ما شهدته هذه الجلسة هو المصادقة على نصوص تشريعية تتعلق بالأمن والعدالة وحقوق الإنسان، ولكن قبل كل شيء المصادقة على مشروع قانون الهيدروجين الأخضر. وأعرب مكت هنا عن تفاؤله بشأن الفرص التي سيتيحها هذا التشريع الجديد، الذي يضع موريتانيا كلاعب رئيسي مستقبلي في سوق الطاقة النظيفة على المستوى العالمي. كما سلط الضوء على المزايا الجغرافية للبلاد والموارد الطبيعية من جهة وعلى الأهمية الاستراتيجية لهذا القانون لتصدير الطاقة من جهة أخري. وقال أن تطوير الهيدروجين الأخضر يعكس الموقف العالمي لصالح المناخ والطاقات المتجددة، مما يعزز الانتقال الطاقوي في البلاد.
خطاب يكشف التوجه الاستراتيجي لموريتانيا
لقد تميز الخطاب الختامي للسيد محمد بمب مكت باتساعه وعمقهن ذلك لإنه يشير الي مشاركة البرلمان في القضايا الإنسانية والسياسية والاقتصادية. كما يرسخ من خلال تناول القضية الفلسطينية وإصلاحات مكافحة الفساد والانتقال الطاقوي، دور الجمعية الوطنية في الدفاع عن القيم الإنسانية، وعصرنة البلاد، وتعزيز مصالحها الاستراتيجية على الساحة الدولية. إن هذا الخطاب المتوازن، الذي يمزج بين نداء التضامن الدولي وتسليط الضوء على الإصلاحات الداخلية، يرسم معالم موريتانيا في مرحلة التغيير الكامل واستعدادها لاغتنام فرص الغد مع البقاء وفية لالتزاماتها التاريخية والدينية.
مديرية الاتصالات