عمل فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد عام 2009م، على إعطاء الصورة اللائقة عن موريتانيا من خلال توسيع العلاقات بين موريتانيا و دول العالم.
وقد تجلى هذا الاهتمام بالسياسة الخارجية في الكثير من المناحي المختلفة؛ ومنها ـ على سبيل المثال ـ دعم بعض الدول التي تعاني من الحروب الأهلية كجمهورية أفريقيا الوسطى، والتي دعمت موريتانيا قوات حفظ السلام فيها عن طريق المشاركة في القوات الأممية هناك.
وقد آتى الجهد الدبلوماسي الموريتاني في مستوى السياسة الخارجية أكلهُ بشكل واضح حينما ترأست موريتانيا الاتحاد الإفريقي، وأشفعته برئاستها الحالية لجامعة الدول العربية وهو ما لم يجتمع لأي رئيس موريتاني قبل فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
هذا الدور البارز لموريتانيا الجديدة أماط اللثام عن حنكة رئيس الجمهورية في إدارة الطرق لحل الأزمات السياسية العالقة، ولا يضاهي جهوده الحثيثة في حل الخلافات إلا الوساطة القوية والناجحة التي قادها أبو الأمة الموريتانية المختار داداه بين الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر وبين الزعيم الصيني (تشو آن لاي).
وحتى هذه الوساطة فهي تبقى مثالا واحدا، وفي حالة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز فنحنُ نجدُ أكثر من وساطة ناجحة باعتراف كل أطراف النزاع والمجتمع الدولي كافة.
فكلنا يذكر يوم 23\مايو\2014م، وتسع ساعات من الاجتماعات المتواصلة أمضاها رئيس الدولة محمد ولد عبد العزيز في اجتماعات متواصلة في شمالي مالي، واختتمت بتوقيع اتفاق سلام هام في إقليم أزواد، وقع فيه رئيس الجمهورية بالنيابة عن دولة مالي الشقيقة، وأشادت به الحكومة المالية والحركات الأزوادية على سواء.
واعتُبر حينها نجاحاً باهرا، إذ أسكتت الدبلوماسية الموريتانية أزيز الطائرات، وأصوات القذائف والمدفعية، وأبرزت جانبا كان طامسا لولا مثابرة وحزم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
وفي جهود الوساطة لا يمكن أن نتجاوز الأزمة الغامبية التي كادت تغلب فيها لغة الحرب، لولا توفيق الله لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بالتدخل وحسم القضية بحل أقنع من خلاله الرئيس الغامبي السابق يحيى جامي بالتنحي عن الرئاسة، وحقن الدماء بين الإخوة والجيران.
وكان بذلك يوم 20 يناير 2017م يوما مشهودا في العالم، طار فيه ذكر موريتانيا التي أصبحت أيقونة الدبلوماسية والسلام، بفضل جهود الرئيس محمد ولد عبد العزيز في إعلاء شأن موريتانيا.
وإذا كان الرئيس الموريتاني الأسبق المختار ولد داداه رفض ذات يوم أن تكون له أي علاقة بإسرائيل، فإن فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز برهن بما لا يدع مجالا للشك على رفضه لوجود لمُمثلية للكيان الصهيوني في موريتانيا فقام بكل جرأة بطرد السفير الإسرائيلي وإغلاق سفارة العدو الصهيوني في موريتانيا، وقطع جميع العلاقات معه، وهو ما لم تستطع أي دولة عربية القيام به في يومنا الحاضر.
كما أنه حول حلم الرئيس الراحل المختار ولد داداه بالانضمام إلى جامعة الدول العربية من مجرد حلم إلى حقيقةِ ترأُّس موريتانيا لهذه الجامعة في 19\فبراير\2016م.
ثانيا: في مجال السياسة الداخلية والتحسين من واقع البلد
عديدة هي المجالات التي نشطت فيها جهود رئيس الدولة محمد ولد عبد العزيز ولهذا فما سنذكره هنا هو مجرد نماذج فقط من تطوير بعض القطاعات. وسنبدأ بالتعليم.
1ـ من سياسته في مجال التعليم:
منذ قدوم فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز وهو يدعم بصريح العبارة التعليم بشكل عام والتعليم الفني والمهني بوجه خاص، وقد قاده هذا الصدد إلى إعلان سنة 2015م سنة للتعليم، وجاء هذا الإعلان في 27 نوفمبر 2014م.
ولم يقف مجهود رئيس الجمهورية عند هذا الحد بل تعداه إلى اكتتاب المئات من العاملين الجدد في قطاع التعليم وفتح فروع من مدرسة تكوين المعلمين في الداخل الموريتاني مثل: أكجوجت والعيون.
كما أنشأ جامعة نواكشوط العصرية التي وضع حجرها الأساس في26\نوفمبر\2016م، وها هي اليوم صرح علمي كبير وشامخ. فضلا عن إنشاء جامعة العلوم الإسلامية بمدينة العيون.
يضاف إلى ذلك جهود كبرى في مجال الشفافية في المسابقات، ودعم أساتذة السلك الجامعي، والتحضير لاكتتاب 119منهم حاليا، في شتى التخصصات.
2 ـ من سياسته حول تطوير الشباب والمرأة الموريتانيين:
في هذا المستوى كانت سياسة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز تتمثل بحق في دعم الشباب الموريتاني، وقد تجلى ذلك في العديد من النقاط الهامة والفاعلة، فكلنا يذكر تأسيسه للمجلس الأعلى للشباب، المنبثق عن اجتماعه شخصيا بالشباب الموريتاني في المركب الجامعي الجديد.
هناك قرر رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، بعد تشاور مع الشباب الموريتاني، إنشاء هذا المجلس الهام والفريد من نوعه في المنطقة بل على الصعيد العالمي أيضا.
ولم يكتف الرئيس الموريتاني بهذا فقط، بل جمع الشباب مرة ثانية في حفل عشاء كبير بالقصر الرئاسي في سابقة من نوعها جعلته متميزا أكثر وقربته من قلوب الشباب الموريتاني، وهناك أكد لهم أنه لا ينسى وعده إياهم بمزيد التشجيع والدعم القويم من أجل النهوض بالبلد لمزيد الرقي والازدهار. ومشيرا ـ في الوقت نفسه ـ إلى أنه يرعى مخرجات لقائه السابق بهم، وأنه ماضٍ في تحقيق تلك المخرجات.
ولعلكم تتوقعون أن الأمر توقف هنا ..؟
بالطبع: لا، فقد شكل رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز الحكومة الحالية التي تضم نحو خمسة وزراء من الشباب، وهو ما لم يكن في كل الأنظمة الموريتانية السابقة ولا أُحاشي منها أحدا.
وأيُّ مكانة كان يرجوها الشباب الموريتاني أكثر من أن يزاحموا الكبار في تقرير مصير بلدهم والمشاركة في صنع القرار السياسي فيه.
أما على مستوى المرأة الموريتانية فنستطيع أن نقول، بكل ثقة، إن السيد محمد ولد عبد العزيز، رئيس الدولة، حوَّل الوعود السابقة التي كانت تقدم للمرأة الموريتانية إلى واقع مَعيش ومُشاهَد، حيث قام بدعم تعليمها وأمكن لها في مؤسسات الدولة، ورفع من قيمتها في العمل الثقافي والعلمي، وشجع صناعتها التقليدية التي وجدت في الكثير من المناسبات الوطنية ميدانا رحبا للعرض، ونستطيع أن نقول إن مهرجان المدن التاريخية مثال على تلك البوابات التي فُتحتْ للتعريف بما أنتجته أيدي النساء الموريتانيات.
3ـ من إسهاماته في المجال الثقافي والإعلامي
لعل أبرز الإنجازات التي قدمها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز لموريتانيا هي إنشاء أول مُصحف شنقيطي، وقد شكلت هذه التجربة منحى رائدا في هذا السياق.
ومن جهة أخرى كان مهرجان المدن التاريخية ميدانا رحبا للتعريف بالثقافة المحلية للبلد، والفلكلور الشعبي الزاخر بالفريد والمتميز. إذ مكن باقي مناطق موريتانيا من التعرف على التراث الإنساني في مدننا التاريخية، وبالطبع بعث الروح فيه من جديد، ولفت أنظار الدارسين والباحثين الموريتانيين والأجانب والسياح إلى هذا الكم الهائل من المخطوطات والتراث الثقافي الموريتاني البكر.
وفي هذا النطاق كانت إذاعة القرآن الكريم منبرا للمعرفة الشرعية، من خلال العلماء الذين فتحت أمامهم الباب لتعليم الناس دينهم وثقافتهم الإسلامية، ومنبرا حقيقيا للوسطية والاعتدال.
وعلى ذكر إذاعة القرآن الكريم، نشير إلى أن موريتانيا قد عرفت في عهد فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز نُقلة نوعية في مجال حرية الإعلام والصحافة، حيث انتقلنا في عهده من إذاعة يتيمة وتلفزيون يتيم إلى تلفزيونات وإذاعات محلية مختلفة، فتحت الباب أمام الشباب الموريتاني للولوج في الحياة النشطة واكتساب المزيد من الخبرات الإعلامية الفريدة والمتميزة.
وقد كان لهذه اللفتة الكريمة بالغ الأثر حيث باتت موريتانيا اليوم في المرتبة 46 عالميا في مستوى حرية الصحافة، لتصبح أقرب الدول العربية والإفريقية لها في مجال حرية الإعلام هي تونس.
هذا الجو من الحريات لم تحمده المعارضة الموريتانية ولم تذكره كمكسب حقيقي للبلاد، وهي التي طالما استغلته لنكران فضائل وميزات الجهود التي قام بها رئيس الدولة محمد ولد عبد العزيز من أجل موريتانيا.
كما أن رئيس الجمهورية لم يسمح بالتضييق على الحريات الفردية والجماعية في إطار ما يكفله القانون لمواطني الدولة.
4ـ من إسهاماته في المجال الأمني وتطوير قدرات الجيش الوطني
منذ قدومه إلى الرئاسة والسيد محمد ولد عبد العزيز يجعل في باله أهمية تكوين ترسانة عسكرية موريتانية حقيقية تكفل هيبة الدولة في وجه التحديات الأمنية، وتصون الحقوق والمكتسبات في مجالات الأمن الشخصي والجماعي، وحماية الديمقراطية.
وقد أوضح فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز في أكثر من صعيد، خاصة بعد توليه سدة الحكم في البلد، أن خطته في مأموريته الأولى هي تطوير القدرات العسكرية لقواتنا المسلحة وقوات الأمن، وبالفعل فإن خطوات رئيس الدولة في هذا المجال قد أثبتت نجاعتها، إذ مهدت لبسط السيطرة على كل الأراضي الموريتانية بالمراقبة المستمرة، وباتت تستخدم أسلوب مباغتة العدو في وكره قبل أن يهاجم.
كما شجع رئيس الدولة على التفاعل بين جيشنا وعدد من جيوش الدول في الإقليم والعالم، من أجل تبادل الخبرات والقيام بمناورات عديدة، أسهمت في الحد من مخاطر الهجرة السرية، وكبح جماح خطر الإرهاب العابر للحدود.
هذه الحركية والنشاط في المجال الأمني تجسدت في الكثير من النتائج الإيجابية، حيث تمكنت قوات الأمن الوطني من إفشال العديد من محاولات الاتجار بالمخدرات في موريتانيا، ومداهمة أوكار الجريمة، وإلقاء القبض على المجرمين وتقديهم ليد العدالة.
وقد لاحظت العديد من دول العالم نشاط موريتانيا في المجال الأمني، فباتت موريتانيا اليوم دولة تحاضر في مجال الحرب على الإرهاب وحماية الحدود ومكافحة الهجرة وتهريب المخدرات، إلى حد إشادة دول مختلفة في العالم بهذا الدور الهام لموريتانيا وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي أكدت على لسان نائب مساعد وزير الخارجية المكلف بالشؤون الإفريقية نجاح مقاربة موريتانيا في المجال الأمني في 12\يناير\2017م.
وقد شاهد الموريتانيون في عروض نواكشوط وانواذيبو العسكرية هذا التطور الحاصل في قواتنا المسلحة وقوات أمننا.
5ـ من إسهاماته في مجال البنى التحتية والحركة التجارية
بقدرما كانت رؤية الرئيس محمد ولد عبد العزيز في المجال الأمني واضحة، كانت كذلك رؤيته واضحة في مجال البنى التحتية والخدمية، وحركة التبادل التجاري بين موريتانيا وشركائها الاقتصاديين.
وبالفعل فإن رئيس الدولة أكد في خطابه الأول بعد توليه الرئاسة في مأموريته الثانية أنه سيعمل خلال هذه المأمورية على تطوير هذه المجالات، جنبا إلى جنب، مع تطوير قطاعي التعليم والصحة.
وفي هذا الصدد طور قطاع التعليم وقطاع الصحة، من خلال سنة التعليم، ومن خلال تجهيز المستشفيات الوطنية ببعض أحدث وسائل الكشف الصحي والمعاينة، كما تطورت في عهده الكوادر الطبية وازدادت أعدادها، ما يعكس بجلاء جهوده الرامية لتطوير هذين القطاعين الهامين.
وبالطبع فإن مشروع توسعة مستشفى الإنكولوجيا بنواكشوط ليصبح أكبر مستشفى في المنطقة ما يزال مطروحاً للعمل، كما بدأت الأشغال ـ فعليا ـ في إنشاء مستشفى أكبر وأرقى لأمراض القلب بنواكشوط.
وفي إطار البنى التحتية فإن موريتانيا بدأت تعرف نشاطا وحركة في مجال العمران في عهد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، وقد طال هذا التطور العمراني الأسواق الكبرى في نواكشوط، وبعض من مدن الداخل الموريتاني.
كما شهدت الشوارع الموريتانية في عهده تحسنا كبيرا من خلال مشاريع رصف الشوارع بالحجارة المُصنَّعة، وتوسعة كبيرة في مجال الطرقات.
ولعل أكبر حدث في البنى التحتية في موريتانيا هو مشروع بناء مطار للعاصمة نواكشوط (مطار أم التونسي الدولي)، مطار بسعة 18 ألف كيلومتر. وقد بدأ العمل فيه في 27\نوفمبر\2011م، واكتملت أشغاله مطلع 2016م.
ولأن الأسطول الجوي الموريتاني ـ في النقل المدني ـ ما يزال في مستواه الأول فقد تحقق في عهد رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز اقتناء طائرة جديدة من نوع بويغ 737-800، في9\أغسطس\2016م.
كما أن مشروع بناء جامعة نواكشوط الذي تحول اليوم إلى واقع معيش كان من ضمن جهوده الرامية إلى تطوير البنى التحتية للبلد.
وبما أن موريتانيا كانت تعاني أزمة كبيرة في المياه الراكدة من جراء المياه الجوفية وتراكم مياه الأمطار فقد وضع رئيس الدولة حجر الأساس لمشروع الصرف الصحي الذي تجري فيه الأشغال حاليا على قدم وساق.
كما دعم رئيس الدولة تطوير قطاع الخدمات والفندقة من خلال وضع الحجر الأساس لمشروع إنشاء فرع من سلسلة فنادق "شيراتون" العالمية، في23\نوفمبر\2015م.
وفي مجال الحركة التجارية شهدت موريتانيا في عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز حركة تجارية كبيرة وانتعاشا حقيقيا للتبادل التجاري بين موريتانيا وغيرها من دول العالم.
وأثبتت موريتانيا لشركائها الاقتصاديين قدرتها على المناورة في العمل التجاري وأنها ليست الحلقة الأضعف، فوقعت اتفاقية الصيد مع الاتحاد الأوروبي بالشروط التي تريدها موريتانيا وترتضيها عكس ما كان سابقاً، كما باتت موريتانيا تصدِّر الطاقة إلى بعض دول الجوار، وشهدت أعداد المصانع في البلاد تكاثرا ملموساً.
كما تطورت في عهده مستويات المنتخب الوطني، وعرفت الرياضة منه لفتة كريمة قدرها له الشعب الموريتاني أجمعه، ومثلُها أيضا رعاية الوحدة الوطنية التي لم تغب عن باله من خلال جهوده الحثيثة إلى توطيد دعائم الدولة الحقة.
حفظ الله رئيس الدولة محمد ولد عبد العزيز، الذي تحقق بفضل الله، في عهده مثلُ هذه الإنجازات وغيرها مما لم نذكره على تعدد مجالاته وتشعبها، فما ذكرناه يبقى غيضا من فيض ربما لا يتسع له الوقت.
وعموما فإني أهيب ببلدي موريتانيا أن تعرف قيمة قائدها وتلتف حوله ولا تلتفت للرجعيين الذين لا يريدون لموريتانيا أن تتقدم أو تزدهر.
عاشت موريتانيا حرة موحدة ومستقلة وأبية....