ظلت الجزائر حبيسة تجاذبات سياسية في منطقة الصحراء الكبرى الممتدة من الجزائر مرورا بالصحراء الغربية الى موريتانيا والمغرب وهي عاكفة على أن تظل جدارا منيعا (رغم هشاشة أمنها )في عدم إستقرار منطقة الصحراء من اجل بسط هيمنتها على بؤر التوتر التي تدعمها في البوليساريو والتي تعتبر حركة إنفصالية عن المملكة المغربية.
وتأتي محنة دولة غامبيا الأخيرة درسا لدول الجوار على أن قرع طبول الحرب لايريدها أحد ولا يدعمها أي رئيس وكانت الوساطة الموريتانية الأخيرة في غامبيا لدليل على أن موريتانيا لا تريد أن تدعم الجزائر أو البوليزاريو على حساب المغرب لأن الاستقرار وهو صمام أمن المنطقة التي نعيش فيها
وقد نشرت وكالة الإستخبارات الامريكية تقريرا عن الصراع القائم في المنطقة ومساعي الجزائر الدائم في زعزعة إستقرار المنطقة وهي وثيقة بعنوان
“المغرب-الجزائر: العيش قرب الحافة”، نُشرت حديثا بموقع سي أي إيه (وكالة المخابرات الأمريكية)، أن هذا السيناريو الممكن الحدوث، سيبدأ من انتهاج الجزائر لسياسة حافة الهاوية مع البوليساريو، كما وقع عام 1984 عندما تربصت قوات جزائرية بدورية مغربية على الحدود في وقت كانت فيه الرباط تواجه مقاتلي البوبساريو، وسترفع هذه السياسة من خطر الاشتباك بشكل كبير، تقول الوثيقة.
وكذا وصول شخص آخر إلى قيادة المغرب أو الجزائر بدل الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس الشاذلي بن جديد، بما أن هذا الحاكم الجديد سيزيد في سياسة حافة الهاوية أو سيعمل على تضخيم الخطر الخارجي للحفاظ على السلطة.
واعتبرت سي أي إيه أن تدخل الولايات المتحدة بشكل ودي في النزاع سيكون مغامرة، فالرباط ستطلب المزيد من الدعم العسكري، بينما ستطلب الجزائر حيادا صارما وإلا ستقطع علاقاتها مع واشنطن، ولفتت الوكالة أنه حتى إن لم يقع سيناريو زيادة التوتر، فالمغرب، وبالنظر إلى استمرار تسلح الجزائر، سيضاعف جهوده للحصول على دعم عسكري أمريكي أكبر.
وقد ذكرت مصادر إعلامية أن الجزائر تقود حملة ضد إنضمام المغرب للإتحاد الإفريقي باتنسيق مع جنوب إفريقيا والبوليساريو ويقوم المغرب مع أصدقائه بتهيئة الظروف المناسبة لعودة المغرب الى الاتحاد الافريقي وتقول مصادر عليمة أن الملك المغربي سيلقي خطابا تاريخيا في قمة الإتحاد الافريقي .