اعلان السياسة العامة لرئيس الوزراء : ساكنة ولايتي لعصابة وكوركول يعبئون لمطالبهم

اثنين, 09/02/2024 - 23:05

سيقدم رئيس الوزراء الموريتاني السيد المختار ولد إجاي إعلان سياسته العامة أمام الجمعية الوطنية. وهو الحدث الذي ينتظره الشعب الموريتاني داخل البلاد وفي المهجر.

ومن بين المجتمعات الأكثر اهتمامًا بهذا الإعلان، ساكنة كوركول ولعصابة، الذين عبئوا جهودهم لإيصال شكاواهم من اجل الاستماع الي مطالبهم. لقد كثفت بالفعل منذ أسابيع ساكنة هذه المنطقة جهودها للمطالبة بتحسين ظروفها المعيشية بشكل ملموس.

وجدير بالذكر ان فخامة رئيس الجمهورية محمد الشيخ الغزواني تعهد خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى كوركول بالعمل مع السلطات المحلية لتلبية احتياجاتها الملحة.

الا انه بالرغم من بعض تفاؤل سكان كوركول ولعصابة تجاه وعود رئيس الدولة، فانهم لا يزالون حذرين، ذلك لأنهم يعتبرون ان الوقت قد حان لترجمة الخطاب إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع و انهم يترقبون بفارق الصبر تحقيق نتائج سريعة وملموسة في ما يتعلق بإعادة تأهيل الطرق، وتحسين البنية التحتية الصحية والتعليمية، والولوج الي المياه الصالحة للشرب.

وقد تم النظر في إطار تطوير البنية التحتية للطرق على محور بورات-الغبرة، في خيارين للمسار. ويطرح الخيار الاول قيودا كبيرة، خاصة بسبب وجود خمس اودية يجب عبورها، مثل بطحاء اكواسية الواد الابيظ، بديام مع كيلومتران من شمامة و تيمبال مع  3 كلومترات  شمامة، وواد الغبرة الواقع في منطقة اكليبات. كما أن عدم وجود محاجر في مسار الخيار الاول يشكل عائقاً كبيراً أيضاً، ذلك لأن هذه المحاجر المزعومة لا توجد الا في مسار الخيار الثاني وبكثرة. كما ان عدد الجسور التي سيتم بناؤها لتنفيذ الأعمال والاشغال الأخرى سيكون لا يطاق وغير فعال من حيث التكلفة.

 ان هذه العوائق الطبيعية تجعل الوصول صعبا كما تمثل عائقا أمام بناء طرق فعالة. كما ان هذا الخيار لا يوفر تأثيرًا إيجابيًا ان لم يكن ضئيلًا أو معدومًا على المنطقة، من حيث تحسين الاتصال والتنمية المحلية.

وفي المقابل، فان الخيار الثاني يبدو بالتأكيد واعدا بشكل كبير. ذلك لان المقطع الطرقي الذي يمر عبر بورات، وامباهرة و لحريش، والغبرة، لا يستقطب فقط العديد من البلديات ذات الكثافة السكانية العالية فحسب، بل يوفر أيضًا تربة أكثر ملاءمة لبناء الطرق بسبب المحاجر الموجودة وإمكانات جودة الاشغال التي سيقام بها هناك. ويُنظر إلى هذا المسار على أنه حل أكثر نجاعة لفك العزلة عن المنطقة، مع توفير فرص اقتصادية واجتماعية كبيرة. وبالفعل، فإن الطريق سيعبر المناطق ذات الإمكانات التنموية العالية، وبالتالي سيسهل الوصول إلى الأسواق والخدمات الأساسية، والمساهمة في النمو الاقتصادي المحلي.

كما تجب الإشارة إلى أن الخيار الثاني الذي يربط بورات والغبره يضم 5 بلديات هي بوكول، موحيط، ملزم تيشيت، سالكه تياب وبلدية الغبره. ويعتبر هذا الخيار الثاني بورات-الغبرة مرورا بمغدة لعرايش الطريق الوحيد منذ القرن 18 الذي يربط بين لعصابه وكوركول ولبراكنة لدرجة أنه كان الطريق الوحيد لعبور الواد الابيظ. هذا بالإضافة الي أن هذه المنطقة، التي تعتبر مثلث الفقر، تستحق اهتماما خاصا بل اكثر من ذلك حيث أن الدولة قامت باستثمارات كبيرة على مستوى المجمعة. وسيتم في الخيار الثاني بناء مبنيين فقط في مغدة لعرايش وغار، مع العلم أن هناك راديير في بمغدة لعرايش ناها وزير التجهيز في التسعينيات.

لقد حان الوقت للدولة، على الرغم من التذكير المستمر والمتكرر، أن تنظر في الخيار الثاني من خلال التعامل بشكل نهائي مع عنق الزجاجة البين وتجنب بحكم الأمر الواقع الوقوع في الخطأ وبالتالي الخيار لأن مستقبل مئات الآلاف من المواطنين يعتمدون عليه وبشكل جدي و انه لا يوجد له بديل جديً غير البدء الفري بالخيار الثاني، الذي يشكل مساره - اجتماعيًا واقتصاديًا وجغرافيًا - الاستجابة الإيجابية الوحيدة لتنمية هذا المنطقة التي تعانى كثيرًا من الآثار الضارة لسياساتنا العامة.

لذلك فان إعلان السياسة العامة الصادر في 4 سبتمبر 2024 يمثل لحظة حاسمة بالنسبة لحكومة المختار ولد نجاي، التي يجب عليها اليوم إثبات قدرتها على الاستجابة للتطلعات المشروعة للموريتانيين، ولا سيما تطلعات بلديات لعصابة و كوركول و لبراكنة.

وستكون الخطوات المقبلة حاسمة في ترجمة الالتزامات التي تم التعهد بها إلى إجراءات ملموسة، وهو شرط أساسي للحفاظ على التماسك الاجتماعي وتعزيزه والتنمية المستدامة للبلاد. ولذلك سيتعين على رئيس الوزراء الإعلان عن إجراءات محددة لتحسين الحكامة المحلية والتأكد من وصول الموارد المخصصة لمشاريع التنمية إلى السكان الذين هم في أمس الحاجة إليها.

 إن مسار الخيار 2 المحدد بوضوح ينتظر البدء الفعال للعمل ويظل هو الطريق الوحيد الذي يمكن أن يضمن نتائج إيجابية ومنقذة لحياة العديد من ساكنة هذه المنطقة.

 

4 سبتمبر 2024

كودا با