تنتشر منذ فترة على الفيسبوك عروضٌ تجارية تروج في موريتانيا لنوع من المصابيح فوق البنفسجية المضادة للناموس. أثار الأمر اهتمامي لكوني من أكثر البشر تعرضا للسع البعوض وتضررا منه. فبادرت هذا المساء بتوجيه طلب لإحدى المؤسسات المعنية تبعا للمعلومات الواردة في عرضها.
اتصلوا بي هاتفيا وانقطع الخط بسرعة قبل أن امسك بجهازي للرد عليهم. اتصلتُ أنا بهم لتنفيذ عملية البيع بيني وبينهم وللحصول قبل ذلك على معلومات أكثر دقة حول نوع المصباح المعروض والضمانات المتعلقة به: جودته، استلامه، طرق الدفع... إلخ.
أجابتني سيدة ردتْ بحماس على ندائي بأنهم يتحملون بتوصيله إلى بيتي. لكنها أضافتْ بأسلوب مهذب، لئلا أقول بنبرة مترددة، ردا على تأكيد طلبته منها، أنها لا تضمن فعاليته ضد الناموس.
حيرني جوابُها. فتوجهتُ فورا بعد حديثنا بسؤالي إلى شيخي " گوگل " (google) ، لعله يفيدني ويشفي غليلي كما يفعل عادةً. ومرةً أخرى، لم يخيب ظني به: وافاني بمعطيات وشروح مفصلة. على ضوئها، وعلى ضوء العرض التجاري المذكور وتجاربي الشخصية في التعامل من البعوض وقوة إضراره، خلُصتُ إلى ما يلي:
أضرار المصابيح على الحشرات غير انتقائية: لا تفرق بين الناموس وغيره؛ أي أنها تقتل عددًا كبيرًا من الحشرات دون تمييز. وهذا له أثر سلبي جدا على التنوع البيولوجي، لأن غالبيتها حيوانات مفيدة لنظمنا البيئية.
نسبة فعالية المصابيح، فوق البنفسجية وغيرها، في مكافحة الناموس: من 02 إلى 04%.. وهي غير فعالة على الإطلاق ضد "بعوضة النمر" التي تنقل أمراضا عديدة، حمى الضنك من أكثرها انتشارا في موريتانيا. تلك الحمى الخطيرة، التي سبق أن عشتُ شخصيا معها تجربة مرة لا أعاد الله بمثلها.
أصابتني في ظروف حرجة: لن أنسى ذلك اليوم والسفر لما تصاعدت خلالهما بسرعة درجة حرارة جسمي وآلام المرض بصورة أثارت قلقي وقلق رفاقي: حينها كنتُ في عطلة وأقود السيارة التي تقل معي أفراد اسرتي في يوم ممطر على طريق نواذيب- نواكشوط. ولم يكن من سبيل غير مواصلة الرحلة، رغم كوني منهك القوى بشكل متزايد.
المصابيح المضادة للناموس لها كلفة مالية لا يُستهان بها. يتراوح ثمنها في أحد العروض المتوفرة في بلادنا بين: 9000 ألف أوقية قديمة لمصباح واحد، إلى 19000 ألف أوقية لأربع مصابيح، مرورا ب 12000 ألف لمصباحين.
بفضل هذه المعطيات، اكتملتْ عناصر القرار لدي: الناموسية أو شبكة البعوض- (الغُبَّه كما نسميها محليا)- كانت وما زالت هي وسيلة الوقاية المفضلة عندي، ولا أريد بها بدلا.
البخاري محمد مؤمل (اليعقوبي