احتضن المركز الثقافي المغربي، مساء أمس الأربعاء، محاضرة عن "المخطوطات في الغرب الإسلامي"، ألقاها الأستاذ بجامعة انواكشوط د. حماه الله ولد مايابى.
وتعرض ولد مايابى في مستهل محاضرته إلى تعريف المخطوط لغة واصطلاحا، متحدثا عن قيمته العلمية والتاريخية والفنية والسياحية..
وتناول المحاضر الإحصائيات المتوفرة، حتى الآن، عن أعداد المخطوطات في مختلف مكتبات الغرب الإسلامي، وهي إحصائيات تؤكد - حسب المحاضر - أن المسلمين كانوا قديما يَلُونَ الصينيين في الاهتمام بالكتب والعناية بها.
وتحدث المحاضر عن الكوارث التي تعرضت لها المخطوطات في العالم الإسلامي، فأدت إلى إتلافها، أو ضياعها، أو خروجها من أيدي أصحابها، منبها إلى أن أكبر تلك النكبات حصلت عند اجتياح المغول لبغداد عاصمة الخلافة الإسلامية، ولاحقا عند قيام محاكم التفتيش في إسبانيا، ثم في عصرنا الحالي مع قدوم الاستعمار الحديث، حيث قام بسرقة ممنهجة لتلك الكنوز.
ومَثَّل المحاضر لذلك بسرقة مكتبتي الحاج عمر الفوتي والشيخ حماه الله من قبل الفرنسيين، منبها في هذا الصدد على أن الأمر هنا قد يكون من باب "رب ضارة نافعة"، إذ أن هذه "السرقة" كانت سببا في حفظ هذه المخطوطات من الضياع.
وعَرَّجَ المحاضر على المخطوطات في غرب إفريقيا، مشددا على أن وجودها يُكَذِّبُ دعوى القائلين بأن الثقافة الإسلامية، في تلك الأصقاع، كانت سحابةَ صيفٍ مرت ولم تترك أثرا.
نقلا عن مراسلون