الآن وقد تحملت ما أثارته تدوينتي من ردات فعل مسيئة تلخصت في قولهم بأن أسبابها:
- شجار شخصي
- صراع محلي
- عجز وضعف وشيبة
- تخلي عن واجب الأخوة
- حقد وحسد وقلب مريض
قالوا هذا كله وغيره، ولا كلمة واحدة عن لب الموضوع، وهو الرد على السؤال المطروح: هل الفساد قتل أم لا؟
وتعليقا على كل ما جادت به قرائح أهل الحماسة والبسالة أود التذكير بما يلي:
- إن شخصنة الأمور هي حجة الضعيف. قديما قيل: " إن العقول الكبيرة تناقش الافكار، والعقول المتوسطة تناقش الاحداث، والعقول الصغيرة تناقش الاشخاص". الضعيف وحده، هو من يغض الطرف عن المكتوب ويتجه إلى الكاتب.
- وحين يتجه إلى الكاتب فلا يجد أقرب إليه من التجريح والإساءة والفجور في الخصومة. معظم الصغار لا يستطيعون انتقاء الكلمات بحيث يحققون هدفهم بأدب وسلاسة وكياسة. لا بد وأن يصبوا ما في جعبتهم جميعا من ذم وشتم برجاء أن يسجلوا نقاطا ويسدّوا باب النقاش.
* أعود هنا لأقول وأكرر
- لا مشكلة لدي مع أي إنسان على وجه الأرض. ولست في صراع محلي ولا صراع وطني مع أي إنسان. غادرت مگطع لحجار منذ 2006 حتى يومنا هذا. لم أمارس فيه سياسة منتظمة رغم مشاركتي في بعض المناسبات تارة وتارة. لا أدعي فيه وجودا ولا شعبية. لقد أعطيت ما أستطيع، وأخذت أكثر مما أستحق.
- ورغم الغياب شبه المطلق، أسمع أسمي هنا وهناك يتردد على بعض الألسن من بين أسماء أخرى على صلة بالصراعات المحلية. وكنت وما زلت أحسب ذلك من قبيل تكتيكات متّبعة من بعض الفاعلين الجدد يسعون لاختلاق وافتعال خصومة مع أسلافهم لحاجة في أنفسهم، على خطى المرحوم همام و سجاله الأدبي الشهير مع ولد ابنو، رحم الله الجميع.
- موضوع ذبح السلحفاة موضوع سياسي محض، ويتعلق بانتقاد قرار رئاسي صادر عن فخامة رئيس الجمهورية. وما الرؤساء إلاّ مثلنا يُخطئون ويُصيبون، وقراراتهم قابلة للنقد. ومنذ أن قامت الدنيا و أهل موريتانيا ينتقدون تعيين الوزير الأول والثاني والثالث والسفير والمدير.. لكن يبدو أن هذا القرار له قدسية ومناعة خاصة.
- على كل حال أعود هنا وأقول بأننا مثل غيرنا من الموريتانيين كنا نتطلع لحكومة ترمز إلى القطيعة مع الفساد. وأرجو وأتمنى أن يفهم الأمر على حقيقته دون الذهاب إلى ترهات ومحاكمة نيات لا طائل من ورائها. أهل موريتانيًا يعرفون بعضهم بعضا.
- ومن فضلكم، لا تجعلونا في وضعية تفرض علينا التصفيق والانحناء لأي إجراء سياسي بمجرد أنه يتعلق بأخ لنا أو صديق أو جار مهما بلغت محبته. ولا تجعلونا في وضعية تفرض علينا إما مخالفة الضمير والمعتقد ووجهة النظر، وإما تحمل ما شاء الله من جلد وشتم وذم .. ولن يتم ذلك ما لم نفرق جميعا بين العام والخاص، وبين الوطن والقبيلة.
ختاما، أجدد أسفي على أي كلمة غير لائقة بدرت مني، وأرجو أن يتقبل الجميع تحياتي وتقديري.