منذ أسابيع فقط، أخرجت دار جسور عبد العزيز في نواكشوط هذا الكتاب إلى قراء العربية . وهو أحدث كتب الدكتور محمد المحجوب ولد بيه التي نشرها منذ تقاعده. وقد ظل الدكتور محمد المحجوب، رغم الوظائف المتنوعة التي شغلها مكلفا بمهمة في رئاسة الجمهورية، ومديرا لديون رئيس الوزراء ووزيراً، ثم سفيرا لأكثر من
عقدين، الباحث المتعطش المنقب عن الوثائق النادرة.
ولا تخفى أهمية هذا الجهد البحثي في بلد يحتاج بناء ذاكرة جمعية وجامعة، على حداثة تاريخه السياسي الذي لم
. يبدأ فعليا إلا سنة 1944
اطلعت على كثير من الكتابات والإصدارات المتنوعة عن
التاريخ السياسي الموريتاني ولاحظت أن أغلبها ينقصه التوثيق ولا يكاد يسلم من أخطاء في ضبط تواريخ بعض أحداث تاريخنا السياسي المهم، على قربها منا. وأنا أتفهم عدم إحاطة تلك المؤلفات بتلك المعلومات لأن الوثائق سواء وثائق الولايات والدوائر الإدارية أو وثائق المعهد الفرنسي لإفريقيا السوداء (IFAN) الذي حول جزء قليل منها إلى نواكشوط عند الاستقلال، نهبت منذ مرتنة الوظائف.
إن قيمة هذا الكتاب الأكبر هي أنه كشف لنا معشر القراء وثائق تنشر لأول مرة تتعلق بأحداث مهمة من تاريخنا الوطني وأضاء لنا جوانب مخفية من أحداث لم نكن نعرف عنها إلا ما تقدمه وسائل الإعلام الرسمية.
ان هذا الكتاب بمضامينه ولغته وأسلوبه يمتع القراء ويرغب في القراءة. وهو، بما فيه من مصادر ومراجع توثق معلوماته أكاديميا، يفيد الباحثين الذين قد تقودهم تلك الإحالات العلمية إلى إصدارات ومصادر أخرى.
وأخيرا أقول إن الدكتور محمد المحجوب صديقي وأخي منذ زمن بعيد وأنا أثمن إصراره على تحمل مسؤولية مساره وخياراته.
. نواكشوط 60 أغشت 0601
بقلم: ابراهيم السالم ولد المخطار ولد صنبه )الملقب بوعليبه(.