المختار ولد أجاي وزيرا أول
مفاجئة صدمت الجميع حتى أنصاره، و خبر أحبط الكثير من الأوساط السياسية في البلد ، خاصة و أن رئيس الجمهورية قد أطلق موجة من التصريحات التي تتحدث عن محاربة الفساد و مضاعفة العمل في التنمية ، و محاربة التفاوت الاجتماعي و الاقتصادي للبلد .
تعيين ولد أجاي لا أكرهه اجتماعيا ، و لا أرغب فيه سياسيا، فأنا على خلاف معه على قضايا محلية لا زالت قائمة ، رغم أنني أعترف بقدرته على ملء الكثير من المواقع التنفيذية لكفاءته و خبرته التي لا خلاف عليها .
اختيار ولد أجاي، في رأيي، مؤشر إلى أن ولد الغزواني سيفتح ملف السياسة من جديد ، من انتخابات برلمانية و محلية ، كما أنه مؤشر على طي ملف الرئيس السابق بالعفو التام ، و محاولة استقطاب بيرامه ، أو ربما تقديمه رئيسا للبرلمان .
لكن الأكيد أن اختيار ولد اجاي ليس مرضيا للكثير من الرؤوس الكبيرة التي كانت تعمل على إبعاده ، خاصة من الوافدين من المعارضة .
الوزارة الأولى تتيح لولد أجاي فرصة إثبات الجدارة و تبييض ملف العشرية ، و أن يقدم إنجازات ملموسة في مجالات كثيرة ، كتدعيم الوحدة الوطنية و محاربة الفساد و دعم الطبقات الهشة و تكوين الشباب و دمجهم، و المدرسة الجمهورية ، تطوير الزراعة و تنظيم التعدين ، و إعادة هيكلة قطاع الصيد و مراجعة اتفاقياته، و تطوير صناعة الحديد ، و مراجعة اتفاقيات الذهب و النحاس ، و استغلال الثروة الحيوانية، الإسكان و تخطيط المدن ..
أمام معالي الوزير الأول المختار ولد أجاي خياران على المستوى المحلي، فإما أن يرفع يده عن الاصطفاف ، عندئذ سيربح مقاطعته و ولايته ، و إما أن يكرس الاصطفاف محليا ، و في هذه الحالة فالصراع معه كوزير أول لا يختلف معه و هو مدير ديوان ، فهو ليس أشرس من ولد حدمين ، و لا أكثر خبرة من ولد محمد الأغظف ، و قد واجها صراعات محلية معلنة قضت مضاجعهما.
لا أريد أن يفهم المنشور -لا قدر الله - أنه حسد أو استهجان أو شيء من ذلك القبيل ، لأنني أمارس السياسة و لا شيء غير السياسة ، و لا أشعر بأي إحساس داخلي من حنق أو ضغينة اتجاهه ، و لكن السياسة لا تعرف المجاملة في المواقف عندما تكون مبنية على ثوابت ، و لربما تغيرت الأمور غدا ، فنصبح سمنا على عسل ..
أتمنى له أن يوفق للصواب في المهمة التي أوكلت له ..
و أتمنى لموريتانيا كل الخير ...
و أتمنى أن يوفق رئيس الجمهورية في تطبيق برنامجه الانتخابي..
من صفحة إسلمو ولد أحمد سالم