السعي إلى التنمية: الآفات التي تقوض جهودنا وتقسم مجتمعنا

ثلاثاء, 07/16/2024 - 12:54

نحن شعب يشهد تأخرًا ملحوظا في تطوره، يبدو مع الأسف الشديد انه لن يبرح مكانه بسبب السلوك غير العقلاني الذي يؤدي إلى نتائج عكسية. تلك مواقف غالبا ما تتسم بالأنانية والافتقار إلى الرؤية طويلة الأجل والتمسك بممارسات عفا عليها الزمن، تعيق تقدمنا ​​الجماعي وتمنعنا من استغلال وتوظيف إمكاناتنا الحقيقية.

ان الكثير منا يعتقد أن التنمية تقتصر على امتلاك مؤشرات الثروة الخارجية كمنزل جميل، وسيارة فاخرة، وغيرهما من رموز المكانة. ان هذه النظرة الاختزالية للنجاح ليست خاطئة فحسب، بل إنها محدودة بشكل خطير أيضًا. إن التطور الأصيل يتجاوز بكثير الممتلكات المادية. إنه ينطوي على تحول عميق في مجتمعنا، وتحسين نوعية الحياة للجميع، ونمو مدعوم بقيم راسخة. إن التنمية الحقيقية تعتمد على عدة ركائز أساسية. ان التعليم أمر ضروري لأنه يكون العقول الناقدة والمبتكرة اللازمة لحل التحديات المعقدة في عصرنا. كما ان الابتكار، يسمح لنا هو الاخر إيجاد حلول جديدة وفعالة لتحسين حياتنا اليومية وبيئتنا فيما يمثل التضامن أمر بالغ الأهمية أيضا، حيث يضمن تقاسم فوائد التقدم بشكل عادل وعدم تخلف أحد عن الركب.

وعلاوة على ذلك، يجب علينا أن نعتمد رؤية جماعية ومستدامة للتقدم. وهذا يعني أنه يجب علينا أن ننخرط بنشاط في حماية بيئتنا، وتعزيز العدالة الاجتماعية وبناء اقتصاد مرن وشامل. ان تحقيق التنمية المستدامة يبغي امرا مستعصيا مع غياب دمج هذه المبادئ في سياساتنا وأعمالنا وحياتنا اليومية.

وللمضي قدما، يجب علينا أن نتخلص من بعض العقليات البالية والضارة. إن القبلية والمحسوبية والفساد كلها آفات تقوض جهودنا وتقسم مجتمعنا. ومن الضروري أن نتحد حول القيم المشتركة، القائمة على النزاهة والاحترام المتبادل والبحث عن المصلحة العامة. لذا، من الأهمية بمكان أن نعيد تعريف مفهومنا للتنمية الذي يتجاوز مبتغي تراكم للسلع المادية الي كونه عملية معقدة ومتعددة الأبعاد تتطلب تغييرا عميقا في مواقفنا وسلوكياتنا. ومن خلال تبني وجهة نظر أكثر استنارة والعمل معًا، يمكننا التغلب على العقبات وبناء مستقبل مزدهر ومنصف للجميع.

حبيب آبو با

نواكشوط، 16 يوليو 2024