افتتحت ليل الخميس/الجمعة، الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية الموريتانية 2024، بمشاركة سبعة مرشحين يتسابقون إلى كسب ود الناخبين.
ويتعلق الأمر بالرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني، ومحمد الأمين المرتجي ولد الوافي، وأتوما سومارى، وحمادي ولد سيد المختار، ومامادو بوكار با، والعيد ولد محمدن ولد أمبارك، وبيرام الداه اعبيد.
وأطلق كل من المرتجي، وبيرام، وسومارى، حملاتهم من الداخل.
وخلال افتتاح حملاتهم، استعرض المترشحون، أبرز نقاط برامجهم الانتخابية، لكسب ود الناخبين، وقد تمحور ذلك أساسا حول تطبيق شرع الله، ومحاربة الفساد، والاهتمام بالشباب.
المترشح لولاية ثانية محمد ولد الشيخ الغزواني، قال خلال افتتاح حملته بنواكشوط، إن " ما تم إنجازه في المأمورية الأولى من حكمه، ما كان ليتم لولا تضافر جهود مختلف الأطراف، مؤكدا أنه لايمكنه أن يدعى أنه أنجز لوحده كل ما قيم به خلال المأمورية الأولى من حكمه، معتبرا أنه لولا الأجواء المواتية في المشهد السياسي، لم يكن للحكومة أن أن تنجز ما أنجزته خلال سنوات حكمه، لأن الأجواء المتوترة يصعب فيها أي إنجاز."
وأضاف "أن قناعته راسخة بأن الدولة في خططها واستراتيجياتها، عليها الأخذ في الاعتبار ظروف المواطنين التي لاتسمح لبعضهم بمواكبة برامج النمو، لأنهم في مستوى من الحاجة لايمكن أن ينتظروا نتائج ذلك النمو."
ولفت إلى أن " مضايقة المعارضين وخطابات تخوينهم وملاحقة أي معارض في رزقه وفي حريته خرجت من قاموس الحكومة والرئيس والأغلبية"، مشيرا إلى "أن الجميع يمارس حقه في التعبير وخير دليل على ذلك احتلال موريتانيا المرتبة الأولى في العالمين العربي والإفريقي في مجال حرية الصحافة."
وخلص إلى أن مأموريته القادمة ستكون بالشباب، مؤكدا أن ذلك لم يأت من فراغ حسب قوله.
وافتتح ولد سيد المختار حملته بنواكشوط، وقال إن إن مشروع “تواصل” يسعى لتطبيق شرع الله ويعيد الأمل والمكانة المفقودة للعلماء، وترسيخ الهوية الإسلامية، مشيرا إلى أنه :سيخصص جزء ثابتا من ميزانية الدولة لتشييد المساجد، وإعاد المكانة اللائقة للعلماء والأئمة”.
وذكر أن “هناك جراحا وآثارا ومخلفات يعاني منها مختلف مكونات المجتمع الموريتاني، ومشروع تواصل وحدة هو الذي سيزيل تلك الآثار بحوار جامع لايقصي أحد حتى يتصالح أبناء هذا الوطن متحابين في الله” حسب تعبيره، مؤكدا أنه سيعمل على نشر العدل والثقة بالقضاء والوطن، وسيقيم العدل على المسؤولين قبل المواطنين.
من جهته قال العيد ولد محمدن، إن "موريتانيا تعاني من سيطرة ما وصفها “بالنخبة الفاسدة”، التي لاتولي أهمية لمصالح المواطنين ولاتدافع عنهم."
العيد افتتح حملته من نواكشوط، وأشار إلى " أن النخبة الفاسدة التي تحكم البلاد قبل ولد الغزواني وخلال فترة حكمه، نهبت ثروات البلاد، ونشرت التفرقية العرقية بين مكونات المجتمع الموريتاني، وحولت المدرسة إلى عامل تفرقة بدل جعلها عامل وحدة"، حسب قوله.
وأكد أن المواطنين في الشرق الموريتاني تخلت عنهم الدولة وتركتهم يعانون العطش ويبحثون عن المياه في عمق الأراضي المالي، بدل حفرالآبار لهم لسقيهم وسقي مواشيهم، متهما النظام الحالي بعدم الاهتمام بمصالح المواطنين، وتكديس الثروات على حساب مصالحهم، متعهدا بزيادة الميزانية المخصصة لقطاع التعليم لتصل إلى نسبة 30 في المائة، بدل نسبة 10 بالمائة المخصصة له حاليا، وإعطاء الأولوية للقطاع الصحي.
وقال مامادو بوكار با الذي افتتح حملته بنواكشوط، إن "الوقت قد حان لوضع حد للأنظمة المتعاقبة واستبدالها بنظام يحقق التقدم والرخاء للبلاد، ويعمل على ترسيخ التماسك الاجتماعي والعدالة، وترسيخ الوحدة الوطنية بين مختلف أطياف الشعب دون تمييز أو إقصاء."
وأكد أنه "بمجرد انتخابه لمنصب رئيس للجمهورية سيعمل على ترسيخ سيادة القانون التي يحلم بها جميع الموريتانيين."
وأوضح أن برنامجه الانتخابي الذي يرتكز على عشر أولويات، أهمها ترقية اللغات الوطنية وإضفاء الطابع الرسمي عليها، والحصول على ملكية الأراضي، وتقاسم السلطة والثروة، وترسيخ الديمقراطية، وتعزيز التماسك الاجتماعي.
أما المرتجي ولد الوافي والذي افتتح حملته من مدينة النعمة، دعا الشباب إلى الوقوف في وجه الظلم دون الخوف من تضرر مصالحه أو الإقالة من العمل.
وقال ، إن "على الشباب أن يمتهن السياسة ويعمل على إرجاع الممارسة السياسية إلى مسارها الصحيح لإنقاذ المجتمع وتقديم يد العون لليتيم والمحتاج والفئات الهشة بشكل عام، بدل سد الحاجات الشخصية للبعض، مبديا أسفه على كون ممارسة السياسة أصبحت وصمة عار بسبب ما يشوبها من التملق والكذب."
وذكر "أن النخبة هي من كانت تتبادل على المناصب وتتحكم في مقدرات البلد دون مراعاة الغالبية العظمى من الشعب، داعيا الشعب إلى تغيير تلك الصورة النمطية، والتغلب عليها بالتصويت لمن يمثلهم ويعيش واقعهم ويعرفه،" على حد تعبيره.
وافتتح بيرام حملته من مدينة كيهيدي، وأشار إلى أنه لاحظ في 2023 أن المدن التي كان من المفترض أن تكون خاضعة للنظام العسكري وتابعة له أصبحت مناهضة له.
وقال "إنه اختار إطلاق حملته من كيهيدي عن وعي لمكانتها الرمزية، ولكونها عاصمة الضفة، وعاصمة المدن الناهضة، وعاصمة الوعي، شأنها في ذلك شأن مدن الوعي الأخرى، كنواذيبو وروصو."
وأكد أنه "لا يريد أن يكون خطابه خطابا حماسيا، بل خطابا هادئا، يشخص الأوضاع ويضع الأمور في نصابها، ويسلط الضوء على المشكلات الحقيقية، مطالبا بالاستماع له أكثر من التصفيق."
ووجه انتقادات للنظام القائم وما قبله، مستعرضا عمليات الاقتراع وما يتعلق بها، مطالبا أنصاره بضرورة اليقظة مع توفير ممثلين في جميع المكاتب، مبرزا في هذا السياق النقص في الوسائل اللوجستية.
أمام سومارى فقد افتتح حملته بنواذيبو، وانتقد خلالها الأوضاع المعيشة في البلد وخاصة قطاع الخدمات.
وتعهد أمام ساكنة انواذيبو، في حال فوزه، "بتوفير الماء والكهرباء والصحة والتعليم، وتوفير كل سبل العيش الكريم، سواء في المسكن أو المعيشة، وفرص العمل المناسبة."
وأكد أن البلد بحاجة إلى الإصلاح، وهو ما ” أتعهد به في حال منحتموني ثقتكم يوم الاقتراع بتحقيقه”.
في غضون ذلك، يواصل المترشحون جولاتهم في الداخل، سعيا إلى كسب ود الناخبين، قبل يوم الاقتراع 29 يونيو الجاري.
لتنزيل العدد اضغط هنا 189