عندما سقط حكم الرئيس صدام حسين .. اخترعت المعارضة العراقية مصطلح ( أيتام صدام ) وكانت تقصد به العراقيين المستفيدين من حكم الرئيس العراقي أو الموالين له .. وكانت في التسمية روح التشفي والإهانة والاحتقار .. وكذلك عندما سقط حكم الرئيس الليبي معمر القذافي ..
تم استعمال نفس المصطلح .. ( أيتام القذافي ) .. من قبل المعارضة الليبية التي استولت على البلاد والعباد .. وفتكت بأيتام القذافي كما قالت ..
اليوم رحلت إدارة أوباما وسقطت ماما هيلاري سقوطاً حراً وهي التي كانت تطبق فتوى إرضاع الكبير بحذافيرها لأنها أضفت الشرعية على المعارضة السورية التي احتضنتها .. كما تضفي المرأة شرعية على خلوتها بالكبار بإرضاعهم وفق فتوى شهيرة جعلت المسلمين مثار سخرية الدنيا بأسرها .. لتكون هيلاري أمّ المعارضين السوريين بالرضاعة ..
ماما هيلاري كانت تجتمع مع المعارضين السوريين وتعدهم بمفاتيح دمشق والجنة التي في حقيبتها إذا ما نفذوا تعليماتها بحذافيرها فكانوا يتسابقون لنيل شرف التقاط الصور معها .. وكل واحد يعتبر أن ظهوره في الصورة إلى جانب هيلاري يعطيه المجد والشرعية كمن تلقى رضعة من أثداء الشرعية الدولية المتمثلة بوزيرة خارجية ( خير #ديمقراطية أخرجت للناس ) لتكون أمه بالرضاعة .. وكان موقع المعارض في الصورة يدل على حظوته السياسية وخاصة الشرعية الثورية منها .. فكلما اقترب في الصورة من ماما هيلاري فإنه سيكون أكثر حظاً ونفوذاً وشرعية .. وحجز له مقعداً في سورية الجديدة وكرسيا في قصر الشعب أو في وزارة من الوزارات السورية .. وكان المعارضون وأحدهم مثل أبي رغال الذي تبرع لجيش أبرهة بأن يكون دليله في الصحراء إلى مكة .. وعندما رحل أبرهة مهزوماً ألقت العرب القبض على أبي رغال وقتلته ثم دفنته حيث قتل .. وبقي مكان دفنه يرجم حتى اليوم في كل موسم حج حيث يرمي العرب الجمرات .. على رفاة جسد أبي رغال .. الذي صارت خيانته رمزاً للشيطان عند العرب والمسلمين ..
اليوم رحلت #ماما_هيلاري .. وبقي أولادها المعارضون أيتاماً .. لن تنفعهم الصورة التي التقطت معها .. ويمكنهم الآن أن يبلّوها بالماء أو ببول البعير ويشربوا نقيعها .. ويمكنهم أن يورثوها إلى أولادهم الذين سيهيمون في الأرض ولن يعيشوا في سورية طبعا لأنهم سيدفعون ثمن خيانة آبائهم وأمهاتهم في المنافي الأبدية .. ويمكن للمعارضين أن يضعوا الصورة على قبورهم أو يدفنوها معهم في قبورهم علها تفيدهم في الآخرة طالما انها لم ولن تنفعهم في دنياهم .. فربما تنفعهم شفاعتها أكثر من شفاعة النبي الذي باعوه وباعوا المسجد الأقصى الذي أسري به إليه ليلاً .. لأن النبي - والله أعلم - لا يشفع لهؤلاء الذين باعوا دينهم ونبيهم وأرضهم وإخوانهم من أجل هيلاري وسلطتها وتسببوا في موت عشرات الآلاف من الأبرياء وتهجير مئات الآلاف .. فقد تنفع شفاعة سيدة أمريكية حيث تحترم السماء من كانت أمه اميريكية شقراء اسمها هيلاري ..
لأن " خياركم في الأرض خياركم في السماء " كما سيفتي مفتي الإسلاميين يوسف #القرضاوي الذي أقسم أن النبي لو عاد لوضع يده في يد #الناتو .. وربما كان النبي سيبيع المسجد الأقصى في البورصة وينقل الكعبة إلى #الدوحة .. أو يضعها بيد تمثال #الحرية الأميركي ..
الحقيقة أن هناك أيتاماً لا نهاية لهم في المعارضة السورية .. فهناك إلى جانب أيتام أوباما وهيلاري هناك أيتام حمد بن خليفة .. وهناك أيتام الملك عبد الله بن عبد العزيز .. وهناك أيتام ساركوزي .. وهناك أيتام ديفيد كاميرون .. وهناك أيتام محمد مرسي .. وهناك أيتام داود أوغلو .. وأيتام سعود الفيصل وأيتام بندر بن سلطان .. وهناك أيتام قادمون مثل أيتام سلمان ومحمد بن سلمان وأيتام أردوغان وأيتام تميم وأيتام خالد مشعل .. ونتنياهو .. فالمعارضة السورية صارت مثل ميتم كبير يتسع بلا توقف ومليء بالأيتام ..
أيتام الغرب من هؤلاء العملاء هم الذين تسببوا بكل اليتم والأيتام الحقيقيين الذين انتشروا في طول سورية وعرضها .. وستلاحقهم #لعنة_الأطفال الذين حرموا من آبائهم وأمهاتهم .. من جميع الأطراف والأطياف التي تحاربت .. فهؤلاء الخونة مسؤولون عن أيتام جميع السوريين على جميع مشاربهم وخاصة يتامى المسلحين من الإرهابيين الذين أخذوا إلى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل إلا لأن أيتام هيلاري وأصدقاءها كانوا يريدون السلطة والجاه والحكم لخدمة هيلاري وشعبها وحزبها .. فأخرجوهم من بيوتهم للحرب وانتزعوهم بالغواية من بين أطفالهم ليموتوا بعيداً عنهم .. تحت راية سعودي وتونسي وقطري وليبي وتركي وشيشاني وتركستاني ..
كم تأملت في صور هؤلاء العملاء وهم يتسابقون للوقوف إلى جانب هيلاري مبتهجين يباهون بأمهم الشقراء .. وكم تساءلت عن ضميرهم عندما مرت بي صور سيدات باكيات فقدن أولادهن وأخوانهن وأزواجهن في أثناء خدمتهم في الجيش العربي السوري واستشهدوا ولم يعودوا .. وتذكرت هؤلاء الخونة من أيتام هيلاري عندما زارتني سيدة بسيطة من ريف دمشق تبكي بحرقة لتقول ليأان زوجها وابنها وأزواج بناتها الثلاثة وأخاها التحقوا بالثورة التي حرض عليها أيتام هيلاري .. وجميعهم قتلوا .. قتلوا بعيداً عن بيوتهم .. واحد في إدلب وآخر في حمص واثنان في دوما وآخران في القلمون .. وبقيت مع بناتها الثلاث وزوجة أخيها من غير معيل مع قافلة ضخمة من الأطفال الأيتام .. لأن أصدقاء هيلاري دفعوا بالرجال والشباب إلى الموت المجاني دون اعتبار لحياة واحد منهم من أجل أن يحل هؤلاء الأوغاد العملاء مشاكلهم ويثبتوا لهيلاري أن لهم جيشاً قادراً على احتلال دمشق .. ولكنهم لم يتذوقوا ما تذوقه الفقراء من المغفلين والمغرر بهم والمسروقين إلى حلم الخلافة ودولة الشريعة ..
ماما هيلاري رحلت .. أمّ آباء الرغال رحلت وتركت أيتامها .. وهم أسوأ الأيتام على الإطلاق .. فتبعثروا كما لو أن طيراً أبابيل .. رمتهم بحجارة من سجيل .. وجعلتهم كعصف مأكول .. أم آباء الرغال رحلت .. وتركت لنا جيشاً من أيتامها لنرجمهم إلى يوم الدين .. لأنهم يستحقون الرجم .. فقد آن للشيطان أن يخلي مكانه لهم .. وآن لأبي رغال أن يترجل عن مكانه كرمز للشيطان والخيانة .. ففي زمن أيتام هيلاري .. لا يجب أن يرجم الشيطان بل أن يرجم الأيتام العملاء والخونة حتى يصيروا كعصف مأكول ..
بقلم نارام سرجون