كشفت إحصائيات الصرف المالي المنشور على صفحة ميزانية الدولة الموريتانية في النصف الأول من شهر إبريل الجاري أرقام صرف خيالية، وإحصائيات فلكية في فترة الثلث الأول من السنة المالية 2024.
في إطار متابعة وكالة الإعلام الإخبارية لصرف الميزانية المخصصة لكل قطاع حكومي، أظهر مؤشر ميزانية الدولة إنفاق ديوان مفوضة الأمن الغذائي فاطمة بنت خطري لما يزيد على 999 مليون أوقية قديمة خلال أقل من 4 أشهر.
صرف ديوان المفوضة الذي قارب المليار من الميزانية المرصودة للقطاع الذي يعنى بالأمن الغذائي والتدخلات التي باتت تتداخل أحيانا مع نشاطات مؤسسة "تآزر" المستحدثة مع بداية مأمورية ولد الغزواني، من أصل مالي تمت المصادقة عليه من طرف الجمعية الوطنية وصل 58244042،خمس مليارات وثمانمائة وأربعة وعشرين مليونا وأربعمائة واثنين وأربعين ألف أوقية قديمة.
ليس ديوان مفوضية الأمن الغذائي الوحيد الذي يلفت صرفه انتباه المتتبع للصرف المالي في القطاعات الحكومية.
ديوان وزيرة التشغيل والتكوين المهني زينب بنت أحمدناه، على محدودية تكويناته وتوفيره لفرص العمل، تجاوز هو الآخر إنفاقه في نفس الفترة 560 مليون أوقية قديمة.
وزارة التشغيل التي يعول عليها النظام في امتصاص البطالة في صفوف الشباب لم تنجح كباقي القطاعات في المطلوب منها، وانعكس ذلك في الإقبال الملحوظ على الهجرة إلى الخارج، الذي ربما يصب في صالحها إحصائيا من خلال تقليص أعداد الشباب العاطل عن العمل داخل البلاد على الأقل.
الصرف الخيالي لديوان الوزارة يأتي من أصل ميزانية وصلت 846116753، ثماني مليارات وأربعمائة وواحد وستين مليونا ومائة وسبعة وستين ألفا وخمسمائة وثلاثين أوقية قديمة.
وزارة الزراعة التي يتوالى فشلها في تحقيق برامجها وتنفيذ سياساتها المعلنة من خلال توفير الاكتفاء الذاتي من المواد الزراعية، وأقربها الأرز والخضروات إضافة للسكر الذي بقي مشروعه على الرفوف سجين عدم الإرادة والخنوع لرغبة التجار والموردين، احتفت قبل أسابيع بما أسمته نجاح تجربة زراعة القمح في البلاد... الاحتفاء في الأساس لم يكن بصنيع القطاع بل النجاح نجاح مستثمرين خصوصيين من المؤكد أن تجربتهم لن تعود بالنفع على المواطن والدولة أكثر منها على أنفسهم.
وزارة الزراعة التي يتولى تسييرها أمم ولد بيباته، لم تكن أحسن ولا أكثر تغشفا في الإنفاق من باقي القطاعات السابقة حيث أنفقت في الثلث الأول فقط من العام الجاري 610 مليون أوقية قديمة.
إنفاق ديوان الوزير ولد بيباته جاء من أصل مالي بلغ 955396599، تسع مليارات وخمسمائة وثلاثة وخمسين مليونا وتسعمائة وخمس وستين ألفا وتسعمائة وتسعية أوقية قديمة.