قال الكاتب الصحفي محمد محمود ولد بكار، إنه لا مستقبل لموريتانيا في ظل حكم الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، معتبرا أن الدولة أصبحت تتماهى مع شخص الرئيس الذي يقرر وينفذ بدون مستشارين ولا خبراء، مشددا على أن حل الأزمة السياسية في البلاد يكمن في احترام المأموريات.
وأضاف ولد بكار في تصريحات للأخبار، أن الدولة الموريتانية الآن بقوتها وميزانيتها باتت مكرسة للمصالح الشخصية لولد عبد العزيز، مشيرا إلى أنه حتى الحوار المطروح منذ 7 سنوات كان من أجل البحث عن مخرج للرئيس الحالي للاستمرار في السلطة رغم أن أهم مشكلة كان يجب البحث لها عن حل هي حسم طريقة التناوب السلمي على السلطة، مستدلا بما اعتبره غياب المشاكل التي تهم الناس: البطالة، الأسعار، الرواتب، الصحة، التعليم...إلخ عن الحوار.
وأوضح ولد بكار إن الهدف من الحوار تبين أنه العمل على توسيع صلاحيات الفرد بحيث يحق للرئيس حل البرلمان ومن ثم يحق له ممارسة السلطة التشريعية وهي سابقة جديدة، مضيفا أن قوى المعارضة كانت محقة في مقاطعة هذا الحوار.
واعتبر ولد بكار أن النضال في موريتانيا منذ 1991 كان يهدف إلى توسيع دائرة الحكم، فيما بدأ ولد عبد العزيز بإلغاء ما حققه النضال منذ ذلك التاريخ ليعيد بذلك البلاد أشواطا إلى الوراء، متهما إياه بانتهاج التعيين على أساس القرابة التي باتت تحكم كل شيء في البلاد.
وأضاف ولد بكار أنه بات يتم الدوس على القوانين أكثر من أي وقت مضى، لدرجة أن يخرج المجلس الدستوري عن وقاره، مشيرا إلى أن النظام الحالي يعبث بالهيئات الدستورية ويحضر لتجاوزها بحجة تكاليفها الكبيرة على الخزينة، متسائلا: أليست ميزانية مجلس الشيوخ أخفض من ميزانية الحرس الرئاسي الذي هو أشد خطورة على البلاد ويجب حله والتخلص منه؟!
وقال ولد بكار إن ولد عبد العزز يصور إليه ككل الدكتاتوريين أن المعارضين حاقدون عليه بشكل شخصي، مشيرا إلى أن العكس هو الصحيح وأن الموالين هم الحاقدون على شخص الرئيس بسعيهم لإقناعه بانتهاك الدستور.
مسؤولون مأمورون
ووصف ولد بكار في تصريحاته للأخبار، أدوار رؤساء بعض الأحزاب الموالية بأنها شكلية، معتبرا أنهم مجرد مكلفين بمهام لدى الرئيس ولد عبد العزيز.
كما أشار إلى أن بعض أعضاء البرلمان يخرجون من لقاءاتهم مع الرئيس ليتحدثوا عن المأمورية الثالثة، واصفا الأمر بأنه دليل على أمره لهم بالدعوة إلى المأمورية الثالثة.
وأكد أن وزير الثقافة والصناعة التقليدية الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد الأمين ولد الشيخ عقب اجتماعات مجلس الوزراء الأسبوعية ولقائه بالرئيس بعد كل اجتماع، حريص على الحديث عن الحوار وموضوع المأمورية الثالثة ما يدل على أنه يتلقى أوامر رئاسية أيضا بذلك.
تشابه النهايات
ولد بكار، وصف في حديثه للأخبار، الوضعية التي تعيشها البلاد الآن بأنها "احتقان سياسي غير مسبوق في البلد وصل حد اللعب بالدستور"، وهذا ما لم يصل إليه الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع في نهاية حكمه، في مقارنة بين الظرفية الحالية للبلد والظرفية التي عرفها قبيل سقوط نظام ولد الطائع.
ووصف ولد بكار المناخ السياسي في الظرفية الحالية لموريتانيا بأنه يشهد وعيا شعبيا متزايدا بالشأن العام واتساعا في قوى المعارضة التي عرفت انضمام شخصات نوعية لها.
كما أشار إلى أن العديد من رجال الأعمال الوازنين باتوا يعانون من فقدان الأمل، في ظل مناخ أعمال مشخصن فلا يحصل على الصفقات إلا المقربون ولا يقيم في البلد إلا المقربون من رجال الأعمال.
واتهم الكاتب الصحفي محمد محمود ولد بكار، النظام الحالي بأنه يعتمد تسويق الأرقام المكذوبة إلى المنظمات الدولية ليوهمها بأن الوضعية الاقتصادية بموريتانيا مستقرة، محذرا من أن البلد بات يقف أمام المجهول في ظل ارتفاع المديونية لتعادل الميزانية ثلاث مرات.
الاخبار