في سابقة جديدة لم يسجل لها تاريخ التعليم العالي الوطني مثيلا، وفي تطور هو الأول من نوعه أقدم وزير التعليم العالي والبحث العلمي على إقصاء مئات الطلاب المتفوقين من مؤسسات التعليم العالي من المنح الخارجية، حيث أصدر أوامره بتقليص أعداد الممنوحين من مؤسسات التعليم العالي إلى 39 طالبا فقط، وإقصاء المئات من طلاب جامعة نواكشوط (كلية العلوم القانونية والإقتصادية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية) والجامعة الإسلامية بلعيون (3 كليات) والمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية و5 تخصصات من المعهد العالي للمحاسبة وإدارة المؤسسات (من أصل 9 تخصصات) من المنح الخارجية بشكل نهائي.
ولم يكن المتفوقون في مسابقة الباكلوريا الوطنية أحسن حالا من زملائهم في مؤسسات التعليم العالي الوطني حيث طالهم ظلم الوزير وإجحافه بالطلاب، فقرر إقصاء المتفوقين من شعب الرياضيات والآداب العصرية والآداب الأصلية بشكل نهائي من المنح الخارجية في حين كان نصيب شعبة العلوم الطبيعية النزر اليسير بتقليص الممنوحين إلى حوالي 50 طالبا فقط و6 طلاب فقط من الشعبة الفنية.
ليستمر بذلك مسلسل الانحراف الخطير في بوصلة التعليم العالي الوطني جراء السياسات الإرتجالية والعقلية الأحادية التي يسير بها القطاع، هذا الإنحراف الذي حذرنا من عواقبه مرارا بعد أن بدأت ملامحه تلوح في الأفق منذ قرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلغاء نتائج اجتماع اللجنة الوطنية للمنح في دورة "مارس 2015" وإلغاء منح مئات الطلاب الموريتانيين في الداخل والخارج (سنة 3 ليصانص وطلاب ماستر) وما تلاه من استهداف ممنهج للمكتسبات الطلابية بلغ أوجه بهذه القرارات الغريبة واللامعقولة.
إننا في الإتحاد الوطني لطلبة موريتانيا تحملا منا لمسؤولياتنا التاريخية تجاه النخبة الطلابية وهي تتعرض لاستهداف غير مسبوق نؤكد ما يلي:
1 - نفرض التراجع الفوري عن هذه القرارات الجائرة بحق طلاب مؤسسات التعليم العالي الوطني (كلية العلوم القانونية والإقتصادية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الجامعة الإسلامية بلعيون، المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، 5 تخصصات من المعهد العالي للمحاسبة وإدارة المؤسسات)، والمتفوقين في الباكلوريا الوطنية من شعب الرياضيات والآداب والعصرية والأصلية.
2 – نحمل وزير التعليم العالي والبحث العلمي كامل المسؤولية عن تبعات هذه القرارات الجائرة وما تمثله من استهداف فج لنخبة طلاب موريتانيا ستؤدي حتما في حال استمرارها إلى انهيار المنظومة التعليمية برمتها.
3 – ندعوا كافة مكونات الأسرة التربوية في مؤسسات التعليم العالي الوطني من أساتذة وطلاب وإداريين إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية والتداعي معا لإنقاذ تعليمنا العالي من هذه السياسات الإرتجالية والقرارات الأحادية التي أوصلتنا اليوم إلى حافة هوة سحيقة يوشك أن يتردى فيها هذا القطاع الحيوي.
4 – ندعوا الجماهير الطلابية إلى الاستعداد لجولات نضالية قادمة حتما، فالمكتسبات الطلابية لا مساومة فيها، والحقوق الطلابية المسلوبة لامناص من الدفاع عنها والتصدي لمحاولات النيل منها، "فما ضاع حق وراءه مطالب".
عن المكتب التنفيذي
الأمين العام:
حبيب الله ولد اكاه
نواكشوط بتاريخ 17/08/2016