نواكشوط – «القدس العربي»: أعلن زعماء الحوزات الشيعية في إفريقيا أمس عن بدء نشاطات رابطة عموم إفريقيا لآل البيت وهي منظمة شيعية غير حكومية أسست الأربعاء الماضي في العاصمة السنغالية داكار التي حددها المؤسسون مقراً للرابطة.
أكد ذلك لـ«القدس العربي» أمس أبو جعفر الأمين العام للرابطة، مبرزاً «أن الرابطة أصبحت الإطار الجامع للشيعة الأفارقة وستعمل من أجل تعليمهم وتربيتهم وترسيخ قيم السلم الإجتماعي في مجتمعات القارة كافة». وأوضح الأمين العام «أن الرابطة انتخبت مكتباً مؤقتاً سيدير نشاطها إلى أن ينعقد المؤتمر العام للشيعة الأفارقة قريباً لانتخاب قيادة دائمة».
وانتخبت الجمعية التأسيسية لرابطة عموم إفريقيا لآل البيت، بكار ولد بكار زعيم شيعة موريتانيا رئيساً، فيما انتخبت الشيعي السنغالي المشهور الشيخ شريف أمبالو أبو جعفر أميناً عاماً.
وانتخبت الجمعية التأسيسية الشيخ محمد على يوسف الجروتي من أثيوبيا نائباً للرئيس مكلفاً بالمنطقة الشمالية، والشيخ آدامو قاسيسو من الموزمبيق نائباً للرئيس مكلفا بالمنطقة الشرقية، فيما انتخبت الشيخ محمد تاحايبو من جنوب إفريقيا نائباً للرئيس مكلفاً بالمنطقة الجنوبية، والشيخ عبد الله عادل أنتولولو من الكونغو ابرازفيل نائبا للرئيس مكلفاً بالمنطقة الوسطى، وانتخب إمام عبدول الناظر دمبا من ساحل العاج نائبا للرئيس مكلفا بالمنطقة الغربية، كما انتخب جواد شيبو من النيجر أمينا مكلفا بالمالية.
وأكد البيان التأسيسي لرابطة عموم إفريقيا لآل البيت «أن تأسيس الرابطة ينبع من منطلقات عدة بينها اقتناع المؤسسين بأن عدد أتباع آل البيت في إفريقيا يزداد حيث أنه تجاوز الملايين، وإيمانهم كذلك بأن إفريقيا هي القارة التي ما تزال تعاني من آثار الإستعمار ومن التغيير التعسفي للأنظمة، ومن الفقر والبطالة».
وأشار إلى أنه «من دواعي تأسيس رابطة عموم إفريقيا لآل البيت كذلك، حرص المؤسسين على ضمان أمن وسلامة ورفاه الشعوب الإفريقية بعامة وأتباع آل البيت بخاصة». وحدد مؤسسو الرابطة أهدافاً عدة ينووون العمل لتحقيقها، وفي مقدمتها «تهيئة الظروف المواتية لظهور الإمام الحجة عليه السلام»، في إشارة للمهدي المنتظر عند الشيعة.
ومن الأهداف التي حددها المؤسسون لرابطتهم «نشر علوم آل البيت، وعرض الصورة الحقيقية للإسلام المتسامح، وحماية أقليات أتباع آل البيت في جميع أنحاء إفريقيا بتعزيز المكاسب والدفاع عن السلم الاجتماعي».
وكان أبو جعفر الأمين العام للرابطة وزعيم الشيعة في دولة السنغال قد أكد مؤخراً في برنامج حواري تلفزيوني مع قناة «والفجر» السنغالية «أن أتباع المذهب الشيعي في ازدياد وتنام كبير في أفريقيا بعامة وداخل السنغال بخاصة، مشيراً إلى «ان العولمة لعبت دوراً في هذا المجال». وقال «قمنا في السنغال بتأسيس هيئة المزدهر سنة 2000 وهي مؤسسة نشطة تتحرك في مجال التربية والتعليم وبناء المدارس وإقامة المناسبات كمناسبة عاشوراء وعيد المولد النبوي الشريف ومولد الزهراء وعيد الغدير، وفي الوقت نفسه نطبع الكتب وننشر المقالات في المجلات وفي الجرائد والإذاعات وعندنا برامج في القنوات السنغالية أيضاً».
وقال «إفريقيا فيها المسلمون هم الأغلبية وهؤلاء عندهم أرضية خصبة لنشر أفكار آل البيت، لكن الإمكانيات محدودة جداً، ونحن بحاجة إلى الكتب والأساتذة والمبلغين وبحاجة إلى الدعم المادي والمعنوي من قبل المراجع».
هذا وأكد محمد سالم محمد اليعقوبي ممثل الرابطة العالمية العامة للأشراف في غرب وجنوب الصحراء والباحث المختص في شؤون الصحراء الكبرى في توضيحات لـ»القدس العربي» أمس ، «أن الرابطة التي تأسست في داكار لا تمثل شيئاً حيث أنها تضم مجموعة من المرتزقة الباحثين عن فتات موائد إيران التي تهدد بسياساتها التوسعية الضيقة السلم والاستقرار في إفريقيا».
وقال «إن مؤسسي هذه الرابطة لا يمثلون شيئا داخل مجتمعاتهم ويجب أن يهب أهل السنة والجماعة لتعريتهم ولمواجهة المد الصفوي الإيراني الذي لوث الشرق الأوسط وهو يتمدد لزرع الفتن المذهبية في إفريقيا».
وأكد اليعقوبي «أن رابطة آل البيت والزوايا الصوفية التي يتزعمها الأشراف والمرجعيات العلمية والوجهاء والأعيان في موريتانيا، بريئون من هؤلاء الأشخاص الذين يتحدثون باسم موريتانيا في رابطة هدفها كسب ود إيران التي باتت تشكل خطراً على مجتمعات إفريقيا المسلمة»، حسب تعبيره.وحسب إحصاء الشيعة العام الذي نفذه عام 2008، مجمع آل البيت التابع للمرشد الأعلى في إيران، فإن عدد الشيعة في غرب إفريقيا يقدر بنحو 7 ملايين شخص.
ويقدر هذا الإحصاء عدد الشيعة في مالي وهي دولة سنية بالأساس، بحوالي 120 ألف متشيع.وفي السنغال وهي أحد أهم مراكز النفوذ الإيراني في غرب إفريقيا، يبلغ عدد السكان نحو 12 مليون نسمة، بينهم أكثر من نصف مليون شيعي (5٪) وذلك وفقاً لإحصاء المجمع العالمي لآل البيت.
أما غينيا بيساو، وهي أيضاً من دول غرب إفريقيا، فيبلغ عدد المسلمين فيها 680 ألف نسمة، بينهم حوالي 6800 شيعي (أقل من 1٪)، كما تتراوح أعداد الشيعة في زامبيا وليسوتو وسوازيلاند وسيشل والرأس الأخضر ما بين 1 و2٪ من السكان.