اللهم انصر غزة وارحم شهداءها وثبت مجاهديها
بعد متابعة لمجريات الأحداث الكارثية والدموية التي تعرض لها إخواننا في غزة نتيجة للحرب الهمجية التي تشن على الحبيبة غزة، وارتكاب مجازر من أجل ابادة الشعب الغزّيّ مع صمت مخجل للعرب والمسلمين وللبشرية جمعاء، هذه الحرب التي عرّت سوءة النظام العالمي أمام شعوب العالم في كل محطة من محطات الشهامة والرجولة؛ وخصوصا في الوقت الحالي من تاريخ الأمة، حيث تتوالى الملحمة المجيدة لتحرير فلسطين ورد الاعتبار إلى الذات واستعادة الكرامة المسلوبة، والتي يسطر فصولها بكل فخر وكبرياء الشعب الغزي ويكتبها بحروف ذهبية من دمه الزكي في وقت يغط فيه العالم في نوم عميق.. فيا أهل غزة إن الناس قد جمعوا لكم من عرب وعجم فعلموهم كيف يكون الرجال، وفي نهاية المعركة - وبعد الانتصار- يجب أن تجري تحاليل طبية لمعرفة تلك الجينات الوراثية آلتي تمتازون بها، وكيفية توريثها للبشرية ليعم الفخر والكبرياء.
يا أهل غزة إن المرء ليحتار أيكم الأبطال! هل هم الأطفال، أم الأمهات، أم الشيوخ، أم الكتائب؟! فالمشهد المضيء لا يوازيه (بالضدية) إلا ما يحدث في الجانب الآخر المظلم من مشاهد الجبن والعار الذي يرسمه معسكر الخوف والجبن والخنوع وموت الضمير العربي والإنساني.
إن ما يصرف على تلك الجيوش التي أخني عليها الذي أخني على لبد؛ والتي لا نعرف لأي شيء أعدت؟ (كل الاحتمالات واردة الا الحرب) خصوص بعد ما يجري هذه الايام في غزة. ذلك أن تلك الأسلحة والجيوش تعد في وقت السلم للذود عن العرض والشرف والبلاد والعباد؛ غير أن ما عند العرب من عتاد لا يخيف عدوًا، ولا يؤمن صديقا، ولا ينقذ محتاجا، ولا يوجه إلا لبني جلدتهم؛ فهو ليس - على الاقل- بندقية فارغة- يخيف صاحبها بها عدوه، مع أنه يعلم علم اليقين أنه لا ذخيرة فيه ولا يحمي من عدو؛ أمًا الخصم فيظنه فتاكا وكلا الطرفين في خوف.
والله إن القلوب لتتقطع مما نشاهد في كل يوم، وإننا لنخجل في الوقت الحاضر من انتسابنا للعرب في هذه الأيام، نتيجة لما نحن فيه من ذل وهوان؛ غير أن في نهاية النفق ضوءا هو أن نساء غزة ينجبن - بإذن الله- أبطالًا.. وسنظل نعيش ذكريات ملاحمها البطولية التي تُعَلِّم البشرية معني البطولة والشهامة، وسيظل الغرب يدرسها في كلياته الحربية، وسيظل العدو الصهيوني يتذكرها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
يا أهل غزة.. تبا لمن له القدرة الماليه والعسكرية ويظل يتفرج على ما يجري لكم دون أن يحرك ساكنا إلى أن يأتي عليه الدور(أكلت يوم أكل الثور الأبيض) ولنا في التاريخ القريب أكبر دليل.
أما سوءات الغرب فحدث ولا حرج.. فهم يتقاطرون علي الكيان الصهيوني ويعطونه الضوء الأخضر للقتل والتشريد والتنكيل، في تخل واضح عن كل القوانين والأعراف الدولية، ومن أجل دعمه معنويا، ولعل ذلك ما يحتاجه في انكسار لمقولة "الجيش الذي لا ينهزم". وماديا بأحدث الصناعات الحربية ليبيد بها أهل غزة (ويأبى الله ذلك). وهذه الآلة العسكرية لا بد لها من رجال، غير خرفان السابع من أكتوبر الذين أعدت لهم المقاومة ما يستحقون من نار لا تبقي ولا تذر، في انتظارهم على مشارف غزة؛ الشيء الذي أخر اقتحامهم لغزة؛ فمنذ اثنين وعشرين يوما وهم ينبحون على أسوار غزة العزة.
أما الأسود فمزمجرة في عرينها، وكل ما خطت الكلاب خطوة أذاقتها أشد العذاب وعرفتها من تكون.
أما الإنسانية فساءت سمعتها وانكشفت عوراتها، وهي في موت دماغي أمام مشاهد الدمار والمجازر والقنابل الفسفورية وإغلاق للمعابر وقطع الماء والغذاء والدواء والكهرباء والاتصال.. لتكون غزة فريسة للكلاب البرية، في تعتيم كامل تقف البشرية عاجزة عن تغييره، والكيان الصهيوني يعيث فسادًا وخرابا تحت حماية أمريكية وصمت وخوف ونفاق دولي مطبق، ولكن ليعلم الخونة والمتآمرون أن التاريخ لا يرحم، وأن ما يجري اليوم في غزة سوف تكون له انعكاسات على المستوى الاقليمي والدولي (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
النصر لأهل غزة، والتمكين للمقاومة حتى يتحرر كل شبر من فلسطين، وعاصمتها القدس الشرقية. والخزي والعار للصهاينة وكل من والاهم.
د.أب ولد عمار
انواكشوط
1/11/2023