في مثل هذا اليوم من السنة الماضيه (2019), رحل عن دنيانا الفانية والدي الحنون، الصدوق، الكريم وقرة عينى سيداتى ولد آبه رحمه الله
فكان المغفور له بإذن الله، سيداتي هو أول فنان طور موسيقى البظان بإدخال آلة الگيتار ، وهو أول فنان تغنى عبر الأثير بروائع الشعر العربي ، فهو ينتمي إلى ثقافة عالمة ويأوي من الذوق إلى ركن شديد ،
فغنى للبرعي:
تجلتْ لوحدانية ِ الحقِّ أنوارُ:: فدلتْ على أنَّ الجحودَ هوَ العارُ
وأغرتْ بداعي الحقِّ كلَّ موحدٍ :: لمقعدِ صدقٍ حبذا الجارُ والدارُ
وعنى لابن الفارض سلطان العاشقين
حديثُهُ، أوحَديثٌ عَنهُ يُطرِبُني :: هذا إذا غابَ أوْ هذا إذا حضرا
كلاهُما حَسَنٌ عندي أُسَرّ به :: لكنَّ أحلاهما ما وافق النَّظرا
وغنى لغيلان ذي الرمة:
دنا البينُ منْ ميٍّ فرُدَّتْ جِمالُها :: وهاجَ الهوى تقويضُها واحتمالُها
وقدْ كانت الحسناءُ ميٌّ كريمةً :: علينا ومكروهاً إلينا زيالُها
دَروجٌ طَوَت آطالَها وَاِنطَوَت لَها :: بَلاليقُ أَغفالٌ قَليلٌ حِلالُها
فَهذي طَواها بُعدُ هذي وَهذِهِ :: طَواها لِهذي وَخدُها وَاِنسلالُها
وغنى لقيس بن الملوح:
دَعوني دَعوني قَد أَطَلتُم عَذابِيا :: وَأَنضَجتُمُ جِلدي بِحَرِّ المَكاوِيا
دَعوني أَمُت غَمّاً وَهَمّاً وَكُربَةً :: أَيا وَيحَ قَلبي مَن بِهِ مِثلُ ما بِيا
وغنى للإمام الشافعي:
بَلَوتُ بَني الدُنيا فَلَم أَرى فيهُمُ :: سِوى مَن غَدا وَالبُخلُ مِلءَ إِهابِهِ
فَجَرَّدتُ مِن غَمدِ القَناعَةِ صارِماً :: قَطَعتُ رَجائي مِنهُمُ بِذُبابِهِ
فَلا ذا يَراني واقِفاً في طَريقِهِ :: وَلا ذا يَراني قاعِداً عِندَ بابِهِ
غَنيٌّ بِلا مالٍ عَنِ الناسِ كُلِّهِم :: وَلَيسَ الغِنى إِلّا عَنِ الشَيءِ لا بِهِ
وغنى ليزيد بن معاوية:
ألا فاسقني كاسات خمر وغنِّ لي :: بِذِكْـرِ سُلَيْمَـى وَالرَّبَـابِ وَتَنَدمِ
وَإيَّـاكَ واسمَ العَـامِـرِيَّـةِ إِنَّنِـي :: أَغَـارُ عَلَيْـهَا مِـنْ فَـمِ المُتَكَلِّـمِ
أَغَـارُ عَلَـى أَردافِهَـا مِنْ ثِيَابِهَـا :: ِإذَا لَبَسَتْـهَا فَـوقَ جِسْـمٍ منعم
وغنى لابن دأب:
دَعوني لما بي وَانهَضوا في كَلاءةٍ :: من اللهِ، قد أيقَنتُ أن لَستُ باقِيَا
وَأن قد دَنا مَوتي وحانَت منيّتي، :: وَقد جَلَبت عَيني عليّ الدوَاهِيا
أمُوتُ بشَوْقٍ في فُؤادي مُبرِّحٍ :: فَيَا وَيْحَ نَفسِي مَن به مثلُ ما بيَا
وغنى للأديب محمد ولد ودادي رحمه الله:
ألا فاربعنْ بالربع من سفح تندمكِ :: وفي كل ربع من مرابعها فابكِ
فنزراً به صون الدموع كأنه :: تَحَدّرُ منظوم الجمان من السلك
لئن كان في الأيام ملهى ومشتهى :: ففيها ، وإلا عدّ عنهن للنسك
لعل مُضاعَ العمر في اللهو والصبا :: يبَدله حسنا إلهك ذوالملك
وغير ذلك من روائع الشعر
لم يكن سيداتي مجرد نسمة في تعداد سكان هذه البلاد ، كان حضارة ، كان اجتماعيا أنيقا مرهف الحس رفيع الذوق ذا أنفة محببا كريما طلق المحيا حسن الأخلاق
اللهم ارحمه برحمتك الواسعه واسكنه فسيح جناتك يا أرحم الراحمين وإنا لله وإنا إليه راجعون
من صفحة احمد ولد آبه