حققت فاطم حمزة، ذات الأصل الموريتاني، دخولًا متميزا في سلك البحرية الأمريكية ذائع الصيت. لقد ولدت فاطمة حمزة بالعاصمة الاقتصادية نواذيبو في أغسطس 1998، من أسرة متمسكة بالقيم الموريتانية بذلت قصاري جهدها لتحيطها برعاية نوعية و لكي تستفيد من تعليم متميز وكذلك من تحرر إيجابي و سلس من وسط اجتماعي لا تزال المرأة فيه رهينة العمل المنزلي و التسرب المدرسي و الزواج المبكر و الي غير ذلك من الامراض التي تثقل كاهل المجتمع الموريتاني.
الا ان فاطم لم يكن يخطر يوما ببالها وبالرغم من كل الظروف المواتية التي ترعرعت فيها، ان والدها العزيز سيناضل على اكثر من صعيد من أجل ايصالها إلى أعلى مستويات التكريس الأكاديمي المهني.
ويحق لنا قول ذلك لكون ولوج النساء الي الإدارة المدنية في بلادنا موريتانيا يعتبر امرا مستحيلا، فكيف بهن في صفوف الأجهزة العسكرية والأمنية، بل وأكثر من ذلك في جيش القوة الأولى في العالم.
لكن رفع ذلك التحدي كان هدفا هاما للاب حمزة الذي سخر الغالي و النفيس لبلوغ ذلك الهدف الذي قطع علي نفسه ان لا يتراجع عنه مهما كلف الثمن قبل أن يجعله حقيقة علي ارض الواقع،
قدمت فاطم إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 2008، ثمان سنوات بعد وصول والدها الفخور حمزة، الذي استفاد من الجنسية الأمريكية في 2009، وحصلت بعدها على البكالوريا في وقت مبكر جدًا في 2016، عن عمر يناهز 19 عامًا.
وهو ما يعني بالفعل تمتعها بإرادة قوية للنجاح وبناء الذات فيما يتعلق بالتعليم ولمواجهة كل التحديات سيرا علي درب أبيها.
والتحقت فاطم، بعد حصولها بجدارة علي السمسم الثمين لمشوارها الأكاديمي بجامعة رايت ستيت (بالإنجليزية: Wright State University) وهي جامعة بحثية عامة تقع بالقرب من قاعدة رايت باترسون الجوية في ضواحي دايتون أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية
وهناك حصلت على الماجستير في علم الأحياء قبل انضمامها في ديسمبر 2022، في اطار إرادة جديدة لتحقيق المزيد و الحصول علي التكوين كضابطة في القوات الخاصة في مشاة البحرية الاميركية التي يوجد مقرها في باريس ايسلاند في كارولينا الجنوبية.
وستلتحق الضابطة فاطم، التي تتقن العربية والفرنسية والحسانية، بأكاديمية الضباط في ولاية كارولينا الشمالية في نهاية سبتمبر لمتابعة الدورات الأكاديمية لمدة عامين.
إن موريتانيا كلها تتمنى بالمناسبة السارة، للضابطة فاطم حمزة، مسيرة مظفرة و مزيدا من التألق و النجاح ولوالدها السعيد حمزة ارتياحا عميقا بعد تتويج الجهود الجبارة التي بذلها والتضحيات من أجل ضمان تعليم متميز ونوعي لبنته، مما يسمح لها بتحمل المسؤولية و تمكينها من إعادة تلك الأبوة النموذجية التي يحلم بها الجميع اليوم.