يعتبر رحيل والد زوجتي مبكرا هذا الصباح ، الشيخ ميشيل لكونت، الذي كان بالنسبة لي أبا حقيقيا ومثالا للاستقامة والتواضع والتوافر، خسارة كبيرة لأسرتنا وكذلك لأصدقائه وزملائه القديمين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي CNSS.
وهي المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري التي كرس لها حياته كلها لتقديم الخدمة للجمهور الذي يجب ان يستفيد من حقوقه كاملة دون تأخر وباستمرار.
لقد كان الصندوق يمثل للمرحوم، تغمده الله في فسيح جناته، وكذلك لمعاونيه كهنوتهم، ساعين بكل صرامة و جهد من اجل بلوغ و تحقيق هدفهم الوحيد الا وهو المساواة في التعامل مع الملفات.
ولم تغب عنه لحظة تلك القناعة وذلك السلوك الأخلاقي المتميز الذي تمسك به حتى تقاعده وبالرغم من الصعوبات التي واجهها.
ويمكنني أن أشهد على ذلك بوصفي عضوًا سابقًا في مجلس الإدارة لفترة طويلة قبل ان انضم إلى عائلته الكريمة.
وهي الأسرة التي تكن له تقديرا حقيقيا لنفس الأسباب الا وهي الصرامة الأخلاقية وإحساسه الدائم بالعدالة في جو تطبعه الابتسامة والمزاج.
لقد فقدت البلاد أيضًا رجلاً عظيماً خدم الدولة بإحساس فطري بالخدمة العامة وبالتالي خدمة الجمهور بضمير مهني وقناعة لا تتزعزع طوال حياته المهنية الناجحة والمزدحمة.
ولكل ذلك، فلن يستغرب أبناؤه وأحفاد أبنائه ما سيقال في شأنه رحمة الله من الكلام الطيب و العبارات الجميلة.
فخالص العزاء لهم وللجميع.