حرمته صلى الله عليه وسلم في موته كحرمته في حياته

أحد, 07/10/2016 - 11:29

( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) [الأحزاب : 56 ، 57] ، و لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو رسول الرحمة وهو الرحمة المهداة قال تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) [الأنبياء : 107] فإن من حقه علينا أن نصلى عليه وأن نتبعه قال تعالى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) [آل عمران : 31 ، 32].
ومن حقه صلى الله عليه وسلم علينا توقيره ونصره قال تعالى( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) [الأعراف : 157]
قال الامام القرطبي في تفسيره قوله تعالى: (فالذين آمنوا به وعزروه) أي وقروه ونصروه.
وقد جاء في نص الفتوى الصادرة عن الشبكة الاسلامية للفتوى ( اسلام ويب ) ما نصه :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
...فلا يجوز أن يتمنى الإنسان فيها ما لا يليق، لأنه صلى الله عليه وسلم له من التوقير والتعظيم ما ليس لغيره حتى بعد موته، وحرمته ميتاً كحرمته حياً، قال القاضي عياض في كتابه "الشفا بتعريف حقوق المصطفى": واعلم أن حرمة النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته وتوقيره وتعظيمه لازم كما كان حال حياته. ثم ذكر القاضي رحمه الله ما كان من الإمام مالك رحمه الله عندما قال لأمير المؤمنين أبي جعفر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فإن الله تعالى أدب قوماً فقال: لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ. ومدح قوماً فقال: إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ... وذم قوماً، فقال: إن الذين ينادونك. وإن حرمته ميتاً كحرمته حياً فاستكان لها أبو جعفر.
وذكر القاضي رحمه الله أيضاً أنه: لما كثر على مالك الناس قيل له: لو جعلت مستملياً يسمعهم؟ فقال: قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ. وحرمته حياً وميتاً سواء. وكان ابن سيرين ربما يضحك فإذا ذكر عنده حديث النبي خشع. وكان عبد الرحمن بن مهدي إذا قرأ حديث النبي أمرهم بالسكوت، وقال: لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ. ويتأول أنه يجب له من الإنصات عند قراءة حديثه ما يجب له عند سماع قوله.