لقد أحدث المشهد ضجة واسعة النطاق بضعة أيام على شبكات التواصل الاجتماعية.
وتمثلت الصورة في وزير، ويتعلق الامر هنا بوزير المياه والصرف الصحي إسماعيل ولد عبد الفتاح، يوبخ بشدة احد مقدمي الخدمات للقطاع سبق له ان فاز بصفقة دون ان يفي بالتزاماته تجاه الدولة.
"كان من الملزم عليكم تعبئة المعدات منذ أسبوعين"، [لبدء العمل وبالتالي احترام مواصفات دفتر الالتزامات] ، "وهنا لا أرى شيئًا. وإذا واصلتم على هذا النمط، فسوف نأخذ منكم الصفقة ونمنحها للمهندسة العسكرية"، يضيف الوزير أمام جمهور مذهول.
لقد انتشر الفيديو على شبكة الإنترنت في غضون ساعات قليلة وحظي بالتقدير و الاعجاب بالإجماع.
إنها المرة الأولى التي نرى فيها وزيرًا موريتانيًا يفقد أعصابه امام الملأ، بسبب عدم تنفيذ عقد ممنوح من قبل قطاعه ولم يشهد بعد بدء التنفيذ.
ولا يزال الجميع يتذكر جسر الحي الساكن في مقاطعة دار النعيم في ولاية نواكشوط الشمالية، حيث لاذ بالفرار كل من الشركة الصينية الفائزة بالصفقة وممثلها المحلي بعد ان استلما مبلغا ضخما كتقديم لبدء الاشغال.
كما تطول في هذا الشأن لائحة الشركات التي افلست دون أدنى عقوبة: دون انذار، دون سحب الصفقة...ذلك لأنه من الممكن حلب البقرة الحلوب التي هي الدولة بشكل مفرط فيذهب الجميع بعد أخذ نصيبهم غير المستحق من الكعكة.
ومن هنا كان الضجيج القليل حول عدم احترام الشركات لالتزاماتها تجاه الدولة.
ويبقي السؤال المطروح، هل سيجسد هذا الفيديو علي ارض الواقع فقه وزير المياه "إسماعيل" ؟
وهل سيدفع ذلك المسئولين الموريتانيين الي تقديم المصلحة العامة على حساب مصالحهم الشخصية؟
ولا شك ان عواقب تعليمات الوزير ستمكن من الإجابة على هذه الأسئلة.
ولذا فأننا ننتظر بفارق الصبر معلومات حول اصدي الأوامر الوزارية المثيرة للأعجاب و غير المسبوقة.
افتتاحية "القلم"
احمد ولد الشيخ
ترجمة الاعلام