من يدخل أرشيف وتقارير وكتابات الاعلامي الشيخ بكاي ,لا بد سيحط الرحال مطولا قبل أن يرحل ,
ان قٌدّر له أن يرحل ,فللرجل تاريخ حافل وكتابات شيقة ,واليوم نقتطف زهرة من بستانه المثمر.
فقد كتب الشيخ بكاي قبل 17 عاما ما يلي :
مثل زعيم المعارضة الموريتانية أحمد ولد داداه وأحد مساعديه أمس أمام محكمة الجنح في العاصمة نواكشوط، بتهمة "بث خطاب يدعو إلى عدم التسامح والقيام بأعمال من شأنها المساس بالأمن العام". لكن الوقائع المثارة في محاضر التحقيق تكاد تقتصر على موضوع "سماح" الحكومة الموريتانية لإسرائيل بدفن نفايات نووية في الصحراء الموريتانية.
وخصص الجزء الأكبر من جلسة أمس لـ "الدفوع الشكلية"، حيث طالب اعضاء هيئة الدفاع الذين يتجاوز عددهم الستين بإلغاء محاضر الضبطية القضائية وبالتالي إلغاء المحاكمة لأن هذه المحاضر، في نظر المحامين، باطلة "لأنها لم تعد بعلم النيابة العامة، فقد اختطفت الشرطة المتهمين من دون إذن النيابة وتم إبعادهما إلى الصحراء". كما ان مدة الاعتقال التحفظي طالت أكثر مما يسمح به القانون.
وطالبت هيئة الدفاع أيضاً بإلغاء أمر الإحالة على المحكمة الصادر عن أحد قضاة التحقيق "لأن القاضي لم يكن جازماً في تأكيد التهمة" حيث كتب في أمر الاحالة "... برغم ان المتهمين انكرا ما نسب إليهما ... فإنهما اعترفا بما من شأنه، في نظرنا، تأكيد التهمة".
وبدت مطالعة النيابة العامة غير مرتبطة بالوقائع المثارة في المحاضر. ففي حين تحدث نص التهمة عن "بث خطاب يدعو إلى عدم التسامح والقيام بما من شأنه المساس بالأمن والسلم العام"، تركزت الأسئلة عن المزاعم القائلة بأن الحكومة الموريتانية سمحت لإسرائيل بدفن نفايات نووية في صحراء المجايات الكبرى في شرق البلاد.
وتضمنت المحاضر أسئلة عن استغلال المتهمين لموضوع النفايات في مهرجانات شعبية، وأنهما ردا بأن الأمر يتعلق بأخبار صحافية اطلعا عليها وطلبا من الحكومة تشكيل لجنة تحقيق فيها.
وتأتي محاكمة ولد داداه ورفيقه في وقت تتحدث فيه السلطات عن انفراج سياسي محتمل، حيث اعترفت السلطة بحدوث تزوير في الانتخابات الماضية وتعهدت بالقضاء مستقبلاً على ما يمكن أن يسمح بالتزوير، وهو ما اعتبر استجابة جزء من شروط المعارضة. للالتحاق بمسلسل "الدمقرطة" الذي ظلت تقاطعه حتى الآن.
تفاصيل النشر:
المصدر:الحياة
الكاتب: الشيخ بكاي
تاريخ النشر(م): 21/3/1999
تاريخ النشر (هـ): 4/12/1419
منشأ:
رقم العدد: 13162
الباب/ الصفحة: 6
الشيخ بكاي