عندما أتحدث عن البنات فأنا أتحدث عن الحب والجمال والرقة والنعومة والرومانسية. إنها الأنثى الرقيقة والرفيقة أنها الابنة والأم والأخت والصديقة، رمز الحياء، وعنوان العفة ونعمة من نعم الله- عز وجل- علينا. لقد كان العرب في الجاهلية لا يحبون البنات، ويترقبون الأولاد للوقوف إلى جانبهم في حياتهم وحروبهم، أما البنت فكانوا لا يحبونها، وكان عدم حبهم لها والخوف من عارها يحمل بعضهم على كراهتها بل وعلي قتلها ووأدها، يقول الله تعالى ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [سورة النحل 58]. وقال رسول الله ﷺ “من كانت له ثلاث بنات، فصبر عليهن وسقاهن وكساهن كن له حجابا من النار”.
عزيزي القارئ أي فضل هذا؟ بل أي كرم هذا؟ أن يهبك الله هبة تكون ذخرا لك يوم الدين، يوم لا ينفع مال ولا بنون؛ هبة إن اتقيت الله فيها كانت سببا لنجاتك من النيران، وفوزك بالرضوان والجنان. هنيئا لك بالمؤنسات الغاليات، وكمْ من أب فرح يوم أن بشرا بمقدم ولد ذكر ثم كان وبالاً عليه، وكمْ من أب صار حزينا يوم أن بشر بمقدم بنت في حين كان يترقب الذكر فتكون هذه البنت يدا حانية وقلبا رحيما وعونا على نوائب الدهر فتحمله في عجزه وتحمل عنه أثقاله وتواسيه ويقول البعض إذا كان الولد يحمل اسم أبيه فإن البنت هي من تحمل أبيها نفسه. قال الشاعر أحمد شوقي عن البنات:
إن البنات ذخائر من رحمة… وكنوز حب صادق ووفاء
والساهرات لعلة أو كبرة… والصابرات لشدة وبلاء
كن على يقين أن بنات اليوم أمهات الغد فإذا أحسنا اليوم تربيتهن وتدريبهن فإننا نكون قد أعددنا جيلا من البنات الصالحات المهيآت لتربية أبنائهن وقيادة بيوتهن. إن مسئوليتكم تجاه بناتكم عظيمة، فكمْ من صالحة أنشأت جيلا عظيما، كانت نتاج تربية صالحة، وفراس أب عظيم صالح فيجب على الأب المربي أن يربي ابنته منذ الصغر على الطاعة وأن يحبب إليها الإيمان ويزينه في قلبها أحسنوا إلى بناتكم كما تحسنون إلى أبنائكم، فيا رب لا تحرم أحدا من نعمة البنات فالبيت بلا بنات كالأرض بلا نبات اللهم بارك لنا في أولادنا وبناتنا وأحفظهم من كل مكروه ووفقهم لطاعتك وارزقنا برهم واجعلهم قرة عين لنا. آمين يا رب العالمين.
بقلم/ احمد قطب زايد