اتيت من موريتانيا ، البلد الذي مازالت تسود فيه العبودية و العنصرية المنتهجتان من قبل الدولة . البلد الذي جعلته مؤسسة ”سر حرا “ في اعلي مرتبة في ما يتعلق بتفشي العبودية (40% من السكان) البلد الذي ارتكب نظامه مجزرة و ابعد خارج حدوده الكثير من الافارقة السود .
اتيت مع زميلي عابدين مرزوق لاستلام جائزة جيمس لوسون لمبادرة انبعاث الحركة لكفاحها السلمي ضد الرق و عنصرية الدولة. انه لشرف لنا نحن مناضلي و مناضلات ايرا ان نسير في بلد مارتن لوتركينغ و رفيقه المحترم جيمس لاوسون . شرف للرمز الذي يمثله هؤلاء الرجال العظماء ، العار لبلدنا الذي نحبه كثيرا . العار للصورة التي يقدمها عنا العنصريون و الاستعباديون في القرن الواحد و العشرون.
وعلي الرغم من ضخامة و بشاعة الجريمة التي تمثلها العبودية و العنصرية فان منظمتنا ايرا استمرت في اعتماد اساليب النضال السلمي الاعنفي ، ضد العنف البوليسي ، ضد حملات التشويه و التشهير ، ضد الحملات الاعلامية غير القانونية التي تحشد لها وسائل النظام (الصحف ، المواقع ، الاذاعة ، التلفزيون و المساجد ... ) مقابل ذلك فإننا نعتمد الاعتصام و المسيرات و الوقفات. لقد سجن رئيسنا بيرام الداه اعبيدي و نائبه براهيم بلال رمضان 18 شهرا بسبب تنظيم قافلة سلمية للتنديد بالعبودية العقارية و مصادرة الاراضي التي كانت ضحيتها العبيد والعبيد السابقين و المزارعين الزنوج في الضفة. و قد تم الافراج عنهما مؤخرا وقد كلفونا بان ننقل لكم شكرهما الخالص و امتنانهما العميق .
لقد شارك هنا نائب رئيس حركة ايرا براهيم بلال رمضان بدعوتكم الكريمة سنة 2013 ، كما تقاسم مع كل المشاركين اساليب النضال السلمي الذي نستخدمه نحن اليوم للتنديد بالرق بجميع اشكاله . ستعود هذه الزيارة مثل الجائزة بالنفع الكبير لنضال حركة ايرا . نشكركم مرة اخري .
لقد ناضلتم من اجل الحقوق المدنية في الولايات المتحدة. الحقوق المدنية للسود الامريكيين احفاد العبيد الذين استعادوا حريتهم بعد الغاء الرق قرنا بعد ذلك . في بلدنا موريتانيا يرجع تجريم العبودية الي اغسطس 2015 فنحن اذا ما زلنا بعيدين جدا من الاستعادة الفعلية للحقوق المدنية للعبيد وابعد من ذلك لأحفاد العبيد السابقين .
لقد تم في موريتانيا تمرير قوانين لإعلان الرق جريمة ضد الانسانية ، لكن بدون تطبيق لهذه القوانين . و السبب بسيط : الدولة التي فرضت التصويت علي هذه القوانين بضغط منا و بفضل ضغط الرأي العام الدولي الذي انتم افضل صورة له ، هي بيد الاستعباديين العنصريين سيئي السمعة .
ترافق اشكالية الرق الاصرار علي عدم عقاب مرتكبي جرائم الرق والترحيل الواسع النطاق و العنصري ، نتيجة لمحاولة الابادة الجماعية ضد الشعب الزنجي الموريتاني . ان الناجين و الارامل و المدافعين عن حقوق الانسان ينتظرون الحقيقة و العدالة و التعويض للضحايا و المتضررين .
ان جائزتكم و دعوتكم الي هذه المنصة يعتبران تشجيعا لنا في الاستمرار في النضال بصفة سلمية ضد الرق و عنصرية الدولة. باسم ايرا نشكركم مرة اخري علي ذلك .
بوستون 22 يونيو 2016
كنب دادا كان نائبة رئيس حركة ايرا