الأحداث الجارية حاليا فى فرنسا تبرز بجلاء تفوقنا على الديمقراطيات الغربية العتيدة، فى معالجة نفس القضايا ، التى طالما عملوا على ابتزازنا بواسطتها:
اولا : من حيث السلوك: فإن أسلوب تعامل شرطتنا يبدو أكثر مهنية ، وأكبر انضباطا حيث لم يصل الأمر بتشنج شرطتنا ابدا أن قتلت بدم بارد أبناء الوطن فى الشارع مباشرة
ثانيا : من حيث النجاعة:السياسية : فقد أبانت سلطاتنا السياسية عن مستوى عال من الجدوائية والفاعلية مكناها من احتواء مواقف مماثلة فى وقت قياسي بالمقارنة مع ما تطلبه ذلك من الوقت لمثيلاتها فى الديمقراطيات الغربية
ثالثا: من حيث الإنسانية : فقد مثل تعامل قيادتنا السياسية درجة عالية من الإنسانية ، تمثلت فى ارسال مبعوثيين من الحكومة مباشرة الى ذوى الضحايا للإعراب عن تضامن السلطة معهم فى مصابهم ذلك ، وتقديم معونات مباشرة لذوى الضحايا ومواساتهم بطريقة انسانية وإسلامية نبيلة التعبير ،واخوية المشاعر
كل ذلك ، بالرغم من أن الظروف السياسية كانت أكثر ملاءمة لسلطات الدول الغربية بالمقارنة مع مثيلتها بموريتانيا ، التى تزامنت بعض تلك الأحداث فيها مع ظرفية احتقان سياسى رهيب بسبب النتائج غير المرضية للإنتخابات فيها ، والرغبة الجامحة لدى بعض السياسيين المتطرفين فيها بإستغلال تلك الأحداث وذلك الاحتقان بأقصى درجات العنف ، بينما كانت أحزاب المعارضة المتطرفة فى الغرب ( كما هو الحال آنيا فى فرنسا مثلا ) تصطف الى جانب الحكومة وتحثها على اتخاذ مزيد من الإجراءات القسرية فى مواجهة المتظاهرين ، وحتى دعوة الحكومة الى إعلان حالة الطوارىء
فأينا أجدر اذا بإعطاء دروس للآخر فى مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان ؟
الدكتور محمد يحيى باب أحمد