لاحظ قاطن في حي سكني تجديد الشقق المجاورة لمنزله. ستقولون لي ان هذا امر عادي. ولكن سرعان ما فوجئ بشكل غير سار عندما رأى تشييد خزانات الصرف الصحي الخاصة بهم مباشرة أمام منزله!
فيما عانى آخر من إقامة فندق أمام منزله، مما حجب رؤيته دون إذن واشتكي آخر من فتح نافذة مطبخ لمبنى مجاور علي غرفة نومه!
وغير بعيد من هذه الأجواء المعمارية الفوضوية، تحدث فلل في تفرغ زينه تم تأجيرها لبضعة أيام للمتزوجين حديثًا ضجة حقيقية تثير استياء كبيرا لساكنة الحي الذين لم تولي السلطات أي اهتمام للشكاوى التي تقدموا بها اليها من اجل وضع حد لذلك الازعاج
ودائما في هذه الأجواء المشحونة، يتفرج طوال اليوم المواطن على احتلال وقرصنة الأماكن العمومية، فيقوم البعض بوضع سياج عليها فيما يجعل البعض الاخر منها مخزنا لوضع معدات البناء وحتي تشييد فيلات علي ارضيتها. حتي و ان الشاطئ لم يسلم من هذه الفوضى العارمة مما يجعل العاصمة نواكشوط تظهر في مشهد بشع خاصة تفرغ زينه حيث يتم التفاوض على الأرض بأسعار باهظة.
فاين وزارة الإسكان والعمران من كل هذه الفوضى التي تعتبر المسئولة الاولي عن انتشارها كانتشار النار في الهشيم. ان فرق القطاع التي تتجول في الشوارع وتضع علامات على المنازل والأسوار المبنية بشكل غير قانوني لا تقوم أبدًا في المقابل بهدمها، مما يفاقم في هذه الأجواء التي يطبعها الكثير من الإهمال حالة الاحتلال غير القانوني للاملاكس العمومية.
فأصبحت تفرغ زينه فوضى مفتوحة. لقد اجابت الراحلة مريم داداه عندما سُألت عن قدرات صحفي كان يعمل تحت امرتها قبل بضع سنوات بذلك الوصف الذي سرعان ما اصبح ذا شهرة: "إنه النقص بامتياز".
وهو الوصف الذي يمكن تطبيقه بسهولة على وزارة الإسكان منذ عقود والذي يجب علي الحكومة القادمة التي سيتم تشكيلها بالعمل علي تصحيحه.
اننا نرجو من الخالق القادر علي اسعاد المجتمعات ان يخرج البلاد من هذه الصورة المسيئة و المشينة لما هو افضل منها !