حديث النائب بيرام عن حمل السلاح في مثل هذا الوقت بالذات يمكن أن نصفه بالحديث الخطأ في التوقيت الخطأ، فهذا الحديث:
1- ليس في صالح مهرجان المعارضة الذي ستنظمه يوم الخميس القادم احتجاجا على التزوير، فالمعارضة كانت ستجد صعوبة كبيرة في إقناع جمهورها بالحضور إلى هذا المهرجان، وذلك بعد أن نسته خلال السنوات الماضية. ومن المؤكد بأن التصريحات بحمل السلاح ستزيد من صعوبة إقناع المعارضة لجمهورها بالحضور لمهرجان الخميس؛
2- ليس في صالح الاجتماعات التي بدأتها وزارة الداخلية من أجل نقاش ملف الانتخابات مع الأحزاب السياسية واللجنة المستقلة للانتخابات..فبعد هذه التصريحات قد تتصلب الحكومة في موقفها من نتائج الانتخابات، وذلك خوفا من أن يُفهم أن أي تنازل لها في هذا الوقت قد جاء خوفا من تهديدات بيرام، وخوفا من أن يحمل "أحرار " موريتانيا السلاح.
لقد شكل حرق بيرام للكتب الفقهية في عهد الرئيس السابق طعنة قوية للمعارضة، والتي كانت حينها تحضر لواحدة من أكبر مسيراتها ضد النظام السابق، واليوم يأتي حديثه عن حمل السلاح ليشكل طعنة قوية أخرى للمعارضة، والتي بدأت حوارا لن يكون سهلا مع وزارة الداخلية بخصوص ملف الانتخابات ، والتي تحضر كذلك لمهرجان تنديدي بتزوير نتائج الانتخابات بعد غياب عن المهرجانات امتد لأكثر من ثلاث سنوات.
حديث بيرام عن حمل السلاح لا يخدم المعارضة ولا مهرجانها، ولن يكون في صالح مطالبتها بإعادة الانتخابات.
هذا الحديث إنما هو محاولة من بيرام لخطف الأضواء بعد أن بدأت تغيب عنه تلك الأضواء، وبعد أن بدأت مكانته تتراجع، فهو يعلم أنه إذا تم تجاهل تلك التصريحات فإن ذلك سيظهره أمام داعميه بمظهر الزعيم القوي القادر على تجاوز القانون متى أراد، وإن تم استدعاؤه من طرف الشرطة وكما حدث فإن ذلك سيظهره على أنه هو المعارض الوحيد الذي يواجه الحكومة ويتعرض للسجن والاعتقال من طرف شرطتها.
بعد حرق الكتب الفقهية وجهتُ رسالة للمعارضة بالتنديد بتلك العملية والابتعاد عن بيرام ولكنها لم تفعل فحصدت نتائج موقفها الخاطئ .. اليوم أوجه رسالة ثانية للمعارضة بضرورة التنديد بتصريحات بيرام بحمل السلاح فهل ستفعل؟
محمد الأمين الفاضل