منذ عدة أشهر و”اتلانتيك ميديا” تلفت انتباه قرائها والرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى أن حكومة ولد حدمين هي حكومة صراعات وزرع الخلافات ومصالح وتصفية الخصوم، ولا يهمها غير مصالحها الخاصة ضاريبة الحائط بهموم الشعب ومآسيه.
وبدأت موريتانيا تحصد نتيجة ذلك في سياستها الداخلية وداخل أجنحة النظام، حيث نجحت حكومة ولد حدمين في خلق جملة من الصراعات والخلافات القوية داخل النظام الحالي، حسب بعض المراقبين للساحة السياسية؛ فها هي موريتانيا أمام صراعات بين الحكومة والشيوخ من جهة وصراعات داخل الحزب الحاكم والشيوخ من جهة أخرى، ولم يسلم النواب من حملة الصراعات التي طالت الجميع، إلى جانب صراعات بين أطراف الأغلبية، ولم يسلم أي شيئ من الصراع في ظل حكومة ولد حدمين، وبات السؤال الأكثر تداولا متى تتم إقالة حكومة الصراعات التي تحول بين ولد عبد العزيز والمخلصين له؟
ومن الأدلة على ذلك أن إحدى أكبر ولايات موريتايا قد سجلت عدة شكايات من عمل الوزير الأول يحي ولد حدمين ، حيث شكو بعض الأطر والوجهاء على مستوى ولاية الترارزة تذمرهم من ولد حدمين الذي جعل عليهم حصارا، ووضع يده على قدرات الوزيرين المنتميان سياسيا للولاية، وحسب بعض المصادر فإن ولد حدمين يحاول بذلك إبعاد الوزير ابراهيم ولد داداه ليعلن له الولاء، رغم أن ولد داداه يحترم ولد حدمين كوزير أول لكن ولاءه يبقى أكبر للجمهورية الاسلامية الموريتانية وعلى رأسها محمد ولد عبد العزيز وللمؤسسة العسكرية والأمنية المخلصة لهذا الوطن.
ثم إن ولد حدمين حسب بعض الأطر من نفس الولاية فإنه لم يترك لهم اي مخرج وأغلق عليهم منافذ الوصول إلى رئيس الجمهورية وأصبح يدعو لمابيعة نفسه، رغم أن سكان الولاية وأطرها ووجهاءها أعلنوا وقوفهم إلى جانب ولد عبد العزيز، مؤكدين ذلك باخلاص ووفاء لشخص الرئيس، و لايريدون به وجه ولد حدمين، وهي حقيقة كثيرا ما تم ذكرها في أكثر من مناسبة.
إن إقالة حكومة ولد حدمين أصبحت مطلبا ملحا عند أغلبية المتابعين للشأن السياسي، والذين على علم بما يجري خلف أغطية القرار في الدولة، حيث أن رئيس الجمهورية يملك شخصيات مثالية وقادرة على قيادة حكومة سياسية قوية وباستطاعتها تجاوز المرحلة بكل جد واخلاص، ولها القدرة على تعويض مكان حكومة الصراعات التي تسحب موريتانيا إلى الهاوية يوما بعد يوم.
ثم إن موريتانيا على أعتاب إستضافة أكبر قمة عربية عربية تستضيفها لأول مرة في تاريخها ويلزمها للنجاح في ذلك أن تكون على استعداد على جميع الأصعدة، وحيث أن الحكومة هي المظهر السياسي الأسمى في الدولة فيجب على ولد عبد العزيز تدارك الموقف وإبدال حكومة الصراعات بأخرى تملك القدرة على مواجهة الصعاب وتقديم مصلحة موريتانيا وموطنيها على مصالحها الخاصة.
اتلانتيك ميدياlll