من الأرشيف- 28 نوفمبر يصادف السابع والعشرون مايو الذكرى التاسعة والأربعين لرحيل إحدى الشخصيات الموريتانية الأكثر جدلا بعد رحيله، رئيس الوزراء الأكثر شهرة في البلد احمد ولد بوسيف، لقد انهت رحلة دكار جوا في هذا اليوم مخزونا من الأسرار وتاريخا من الزعامة والإقدام، 28 نوفمبر يستحضر تاريخ هذ الزعيم عبر سيرته الذاتية وفقا لمعلومات جمعتها عنه الموسوعة الحرة (ويكيديا)..
ولد أحمد ولد بوسيف سنة 1934م في كيفة، من أحد بيوتات القيادة والمجد في المنطقة، تخرج أحمد ولد بوسيف من مدرسة السلاح في سومير كما تخرج من المدرسة التطبيقية للمشاة، بدأ العمل في الجيش في فاتح ابريل 1962م ، ترقى في الرتب العسكرية وهكذا تم ترفيعه إلى رتبة مقدم في أكتوبر 1976م ، شغل مناصب عسكرية وإدارية مختلفة حيث عمل قائد أركان مساعد ووالي الولاية 11 ثم قائدا للمنطقة العسكرية الخامسة ثم المنطقة الثانية كما تم تعيينه بعد ضرب نواكشوط 08 يونيو 1976م قائدا لأركان الجيش الوطني خلفا للمقدم محمد محمود ولد الحسين.
انتماؤه
كان جزء من النواة الصلبة لانقلاب 10 يوليو يتحفظون على شخص المقدم ولد بوسيف بسبب ولائه الكبير لنظام الرئيس المختار ولد داداه وأيضا بفعل تحفظه من الانقلابات العسكرية ومع هذا فقد قام بعض قادة الانقلاب بجس نبض ولد بوسيف حول الانقلاب من خلال إحدى الشخصيات الاجتماعية الكبيرة المقربة من ولد بوسيف، وقد كان رد ولد بوسيف صارما برفض المشاركة في الانقلاب على نظام الرئيس المختار.
من خلال ذالك الحس أبعد الانقلابيون المقدم ولد بوسيف إلى المنطقة العسكرية الأولى في النعمة ليحل مكانه المقدم محمدخونه ولد هيدالة على رأس القوات الموجودة في ازويرات. بعد تنفيذ الانقلاب كان الرأي السائد لدى معظم قادة الانقلاب هو وجوب إقصاء الضباط الموالين للنظام السابق ، غير أن الرئيس العقيد المصطفى ولد محمد السالك كان له رأي مخالف يتمثل في وجوب إشراك جميع الضباط الكبار في اللجنة العسكرية والحكومة، وهكذا عرض على المقدم أحمد ولد بوسيف عضوية اللجنة والحكومة فرفض عضوية اللجنة العسكرية وقبل عضوية الحكومة حيث تم تعيينه وزيرا للصيد .
ويعتبر ولد بوسيف من اكثر ضباط الجيش الموريتاني نفوذا في الداخل ومن اشهرهم سمعة في الخارج مما جعله يستغل الوضع القائم انذاك مستفيدا من أجواء الخلافات العاصفة بين العسكريين ، حيث انقسمت اللجنة العسكرية على نفسها إلى عدة جبهات لعل ابرزها : التي جعلت الرائد جدو ولد السالك وسيد أحمد ولد ابنيجارة خارج الحكم وجعلت كتلة ولد هيدالة في مواجهة مباشرة مع كتلة الرئيس المصطفى ، و دخل ولد بوسيف وحلفاءه على الخط وتخندقوا مع ولد هيدالة ورفاقه ونجحوا في تنفيذ انقلاب القصر الذي تم يوم 06 أبريل 1979م الذي بموجبه تم تعيين المقدم ولد بوسيف رئيسا للوزراء وتم الإبقاء على الرئيس المصطفى من دون صلاحيات تذكر.
رئيس الوزراء
ساهمت عدة عوامل في اختيار المقدم ولد بوسيف لمنصب رئيس الحكومة لعل ابرزها كونه ضابطا ساميا وقائد سابقا للأركان مما حعله يمثل بديلا مناسبا لشخص رئيس الدولة أنذاك العقيد المصطفى ولد محمد السالك، هذا بالإضافة لشخصية ولد بوسيف المحبوبة لدى النظام المدني الأول وعلاقاته المميزة مع المقدم ولد هيدالة قائد الأركان والرجل الفاعل في تيار المناوئين لولد محمد السالك. مثلت حكومة ولد بوسيف التي شكل بعد وصوله للسلطة على إثر انقلاب 06 ابريل 1979م كل التوازنات التي ساهمت في وصوله للسلطة فقد أشرك شخصيات محسوبة على النظام المدني الأول وحرص على حفظ نصيب كتلة ولد هيدالة من ضباط ومدنيي العاشر من يوليو. بدأ الرجل يخطط بشكل مدروس لمستقبل واعد ، ويتقدم في التنفيذ بشكل حذر بغية انشاء نظام قوي يستند الى دولة المؤسسات.
مرافبة المؤسسة العسكرية لولد بوسيف
بدأ ولد بوسيف يتواصل سرا مع الرئيس: المختار ولد داداه في معتقله وأفرج عن وزراء كانو محسوبين على النظام السابق و معتقلين منذ 10 يوليو 1978م. وكان المقدم ولد هيدالة ورفاقه يراقبون هذه الخطوات ويتحسسون منها ،خشية انعكاساتها المستقبلية عليهم وكان ميزان القوة يميل إلى صالحهم حيث كانت لديهم قيادة الأركان وقيادة عدد من المناطق العسكرية ، لذا فقد كان الصدام بين جماعة العاشر من يوليو بقيادة هيدالة وجماعة ولد بوسيف مواجهة حتمية لا مفر منها بغية التحكم في المشهد السياسي ، غير أن الموت المفاجئ الذي خطف ولد بوسيف أثناء رحلته إلى داكار أنهى الصراع المكتوم وحسمه لصالح ولد هيدالة وجماعته التي حكمت البلاد إلى غاية الثاني عشر من شهر ديسمبر من العام 1984م ،حيث اطيح به في انقلاب عسكري قاده أنذاك العقيد معاوية ولد الطايع
سقوط الطائرة ووفاته
في يوم 27 مايو 1979م توجه رئيس الوزراء أحمد ولد بوسيف إلى دكار لحضور اجتماع لقادة المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، لقد كانت الأجواء في هذا اليوم شديدة الغبار في كل من نواكشوط ودكار، ولم يكن الطيار العقيد انجاك جوك معه أي طيار مساعد، هذه العوامل مجتمعة ساهمت في خلق مشكلة كبيرة للطائرة التي وصلت دكار بالفعل وحاولت الهبوط على مدرج مطاره قبل أن تصعد من جديد وتسقط في البحر، لقد كان حادثا مأساويا خلف حزنا كبيرا في البلاد أعلن بسببه الحداد أربعين يوما على أرواح الشهداء، وقد بحثت كل من (موريتانيا) و(السنغال) و(فرنسا) عن حطام الطائرة ولكن (الأهم من كل هذا أنه حتى اللية وتابعتها لم يسمع عنها ولا عن أي راكب لها أي خبر )، وكانت تلك هي الأجواء المناسبة لتولد شكوك حول موت المقدم ولد بوسيف وعما إذا كان خصومه في السلطة بزعامة المقدم ولد هيدالة قد دبروا له هذا الحادث وهي اشياء كلها لا تستند إلى أي دليل كما سبق أن بينت في كتابي :" موريتانيا المعاصرة شهادات ووثائق " 28 نوفمبر