موريتانيا: تتبع خيوط أغرب قصة اختفاء لرجل بحجم دولة - صورة

أحد, 05/22/2016 - 17:45

في عقد الستينات من القرن الماضي رزق العالم والفقيه عبده ولد المصطف الجكني بولد سماه " الراجل " سيكون فيما بعد رجل أعمال ورجل دولة وسفارة متنقلة . في حي أهل عيسنا أحمد اشفاقي - أصحاب اليمين - - حيث العلم والكرم والجود والطرافة وخلط القلم والركاب والقصص الممجدة للسلف الصالح تربى الفتى الراجل ولد المصطف كغيره من أبناء الحي على قراءة القرآن الكريم وعلومه . كانت عيني الطفل رشيد يشع منها علو الهمة والذكاء والطموح اللا محدود فما ان بلغ الحلم حتى التحق بربعه وأبناء عمومته في ادغال أفريقيا هربا من وطن هو فيه غريب يرى أن البقاء والبحث عن عمل فيه في ظل تلك الظروف مذلة مطبقا لقول الشنفري : وفي الأرض مَنْأىً ، للكريم ، عن الأذى وفيها ، لمن خاف القِلى ، مُتعزَّلُ سافر الراجل إذن وأي سفر ، رحل فعلا كما كان أجداده يرحلون لكن بطريقة مغايرة كان الناس أمة واحدة في شغلهم في نوعية تجارتهم لا طموح لهم سوى توفير لقمة كسكس بكرامة وبدون من ولا أذى من أحد لا سلطة ولا حزب ولا غير ذلك . الراجل الرشيد فيما بعد سلك طريقا آخر عنوانه المغامرة الرشيدة او التحدي الناجح . تجول الراجل بين غينيا كوناكري وبيساو والسراليون وليبيريا وجنوب أفريقيا وانغولا وغيرهم . وظهر اول ما ظهر برخصة لاستيراد مواد لبعض حكومات هذه الدول وبعض معارضيها . ساند معارضة ليبريا - دربته على ملاحة الطائرات العسكرية وتخرج برتبة عقيد - في تسعينيات القرن الماضي والتي حكمت فيما بعد . من ليبريا يمم وجه نحو انغولا كوجهة جديدة مستغلا خبرته في صراعات أفريقيا وحط رحاله في مدينة كابيندا المنفصلة جغرافيا عن باقي الجمهورية الانغولية والاكثرا أمنا حينها والتي تمتلك أكثر الموارد الطبيعية لحكومة لواندا . جاء المدينة وهو يمتلك رخصة إيراد وتصدير دولية وبدأ العمل - يمكن ان يقال إلى جانب حكومةانغولا- ما فتئ الفتى رشيد يعمل بجد حتى وفقت المعارضة في وجهه ليوقع معها عقدا بموجبه يحق له جلب المواد من كابيندا إلى لواندا . كان محل ثقة عند الجميع . هنا أصبح الرجل مالك او شريك في " ايترام " للشحن الجوي من الاشخاص الأقوى على مستوى انغولا . عندها سافر إلى ميامي في الولايات المتحدة للتمكن من الشحن مباشرة الى كابيندا وكنشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية " زائير. في أمريكا تعلم الانجليزية أكثر واتقنها بالإضافة إلى لغته العربية والفرنسية و البرتغالية . طموح رشيد لا حدود له في هذه الفترة تعرف على رجال أعمال كثر عرب وغيرهم . حاول إنشاء شركة للطيران مع رفاقه من الخليج إلا أن الشركة لم ترى النور تقول بعض المصادر ان سبب ذلك هو انه قبل ان تشرع الشركة في العمل أهدت إحدى طائراتها للقائد صدام حسن المحاصر حينها من الغرب . هنا أضرت القناعة والميول الفطري للرجل المورتاني بمصالح إقتصادية لكن رشيد كان دائما فيما يتعلق بالقضايا الكبرى وحتى في السياسة يفكر بقلبه ! نفوذه كان كبيرا جدا في انغولا ربما بمثابة وزير فما فوق . له الفضل على أغلب أفراد الجالية هناك وله قصص كثيرة معهم . من قصصه في إنصاف بني جلدته وهي كثيرة أسرد لكم هذه : ذات مرة طرد رجل لبناني أحد الموريتانيين كان يعمل معه ولم يدفع له مستحقاته . الموريتاني إذا ذهب للقضاء لا أدلة لديه لأنه لا يعمل بعقد ذهب واستنجد - بمن عاداته ان ينجدا - برشيد لبى الراجل نداءه وقال له في الوقت الفلاني نلتقي عنده . أغلق الشارع توقف كل شيء جاء الرشيد وحرسه الخاص دخل على اللبناني أمره بدفع راتب ومستحقات الموريتاني وبالدولار أيضا وفعلا استجاب اللبناني من حينه للأمر الذي جاء في صفة الطلب !! عندما أزاح العسكر نظام ولد الطايع ونجحوا في تسويق الديمقراطية إعلاميا جاء الراجل ليدخل السياسة في بلده من أوسع الأبواب . ترشح للرئاسة على جعل وبدون تنسيق حتى مع عشيرته الاقربين الم اقل لكم انه في السياسة يفكر بقلبه . رجع الرشيد إلى مكان عمله وعندما حدث الانقلاب الذي أسقط حكم ولد الشيخ عبد الله وقف الرشيد بجد ضده واستخدم نفوذه بدون أي تشاور مع الجبهة ليعزله اعلامها وإعلام موريتانيا عموما . في هذه الفترة او ربما قبلها ضغطت عليه المغرب من أجل أن يساعدها في طرد السفارة الصحراوية من لواندا - وهي من قلائل الدول التي فيها تمثيل دبلوماسي للجمهورية العربية الصحراوية كما يسيمها عبد العزيز - وهو الأمر الذي لم يجدي نفعا . هنا تكثر أقوال المتابعين فيقول بعضهم بأن الرجل كان يعد لاطلاق قناة تلفزونية تدعم سكان الصحراء الأمر الذي جعل المغرب يكلف أحد بيادقه باغتياله ! لكن الموكد ان الأيام التي اختفى فيها رشيد كانت حبلى بالأعمال . فقد اختفى الراجل يوم 21/05/2010 عندما صعد في طائرته الخاصة من بوينت نوار في جمهورية الكونغو برازافيل باتجاه لواندا رحلة تستغرق 45 د . حكومة موريتانيا كعادتها مع المغتربين من أبنائها البررة لم تحرك ساكنا ضعفا وهوانا منها ولأن رشيد لا ينتمي للحزب الحاكم ولا الذين يلونهم ولا الذين يلونهم! لرشيد مصطفى أعداء كثر كما له أصدقاء كذلك. وما يمكن تاكيده بشان مصيره انه ما مات يقينا لأن والده عبده ولد المصطف - رحمه الله - رفض استقبال المعزين فيه وهو من هو علما وورعا ماشاء الله. ليبقى السؤال من يقف وراء اختفاء رجل أعمال بهذا الحجم ولمصلحة من ومتى سيعود ؟! وأين هي حكومة نواكشوط للعام السادس على التوالي نكرر المناشدة لها ولا كأنها تسمع ! فرج عنه وعجل بقدومه . اطلب منكم الزيادة في قصصه لمن له بها علم والظعاء له أن يرده الله سالما غانما . عنوان ريبورتر الأصلى : الراجل ولد المصطف .. رجل بدولة !