اليأس يتسلل مجددا للمنقبين عن الذهب في منطقة تازيازت – تقرير

أربعاء, 05/11/2016 - 21:32

يُقبل يوم ويُدبر آخر وللحساب الزمني هنا عقاربه الخاصة، تغرب شمس الثلاثاء بعد يوم حافل بالتنقيب والحركة المتواصلة قرب منطقة سياج تازيازت، ولا حديث جديد عن وجود الذهب منذ صبيحة السبت الماضي، هذا بالنسبة لمحمد وحشود من المنقبين، الذين بدأ اليأس يتسلل لهم مجددا، بعد اكتشاف أن منطقة السياج محدودة الخصوبة والثراء الذهبي، حيث منحت في البداية ومنذ مساء الجمعة الماضية، بصيص أمل لآلاف المصدومين على وقع الشائعات والمزايدات الشعبية والإعلامية، قبل أن تصبح رقعة لا تختلف عن الدواس واحميم وفصك وتجريت، في ظل احتضانها لجموع المواطنين وخلوها إلا من ملامح الاستياء . يعلق أحدهم

الدعية التجارية لأجهزة الكشف …

مع نهاية الأسبوع الثاني لرحلة التنقيب بالنسبة للعديدين، بدأت تتكشف معطيات وحقائق جديدة للغالبية هنا، تماما كما اكتسب الكثيرون خلال هذه الفترة تجربة أكبر، خاصة ما يتعلق بكيفية استغلال أجهزة الكشف وإصلاحها والتكيف مع الحياة دون تكاليف باهظة، إضافة إلى التريث في الانصياع وراء كل شائعة تفد من هنا أو هناك، حول اكتشافات جديدة لمناطق ذهبية في نقطة بعينها .

ويقول التراد ولد المجتبى إنه ومنذ خمسة أيام وبعد اكتشاف أن منطقة الدواس فقيرة إلى الذهب المنشود، انتشرت شائعة تقول إن أجهزة GPX4500 سطحية التنقيب ولا يمكنها الوصول إلا لعمق قصير لا يتجاوز 1 متر، وهو ما يستدعي أجهزة GPX7000، فقد جربها فلان وفلان وأصبحا ثريين وقد غادرا المنطقة، وهي الدعاية التي صدقها المئات وقاموا ببيع أجهزتهم وشراء أجهزة GPX7000، ثم عادوا للتنقيب مجددا لكن دون جدوى . يقول التراد

 

التنقيب دون رخصة أو جمركة …

ويجري الحديث عن دخول عدد من الأجهزة إلى مناطق التنقيب دون جمركة أو ترخيص من طرف السلطات، وذلك بفعل غياب التفتيش وضعف المراقبة الأمنية . كما يرى البعض

ويعرب كثيرون عن استيائهم من المبالغ المالية “الباهظة” التي صاحبت عملية التنقيب والجمركة .

العودة خيار يغازل كثيرين …

ويعلق السالك ولد امحيميد أنه ومنذ السبت الماضي صادف العشرات وهم يبحثون عن شخص يشتري منهم أجهزتهم أو بعض معدات الرحلة، ولو بثمن بخس حتى يردوا بعض التكاليف التي وقعوا ضحيتها، مشيرا إلى أنه يرتب الآن للعودة في غضون أيام قليلة إذا استمر الحال على حاله، محملا السلطات بعض المسؤولية، مضيفا أنه لم يكن مقتنعا بدخول المغامرة أصلا، قبل خروج مدير المعادن وتأكيده أنهم استقبلوا كميات معتبرة من الذهب، ثم فرضت الدولة رسوما باهظة، وهذا ما يوحي أن الذهب موجود بكميات كبيرة، قبل أن يتكشف زيف اللعبة الآن . يقول السالك

في الجهة الثانية صادفنا ملاي ومحفوظ ومحمد عبد الله ضمن مجموعة قادمة من مقاطعة كرمسين، يجمع الثلاثة أن العثور على الذهب يتطلب الصبر وهم على نية البقاء في المنطقة حتى بداية شهر رمضان القادم، مشيرين إلى أن المتواجدين هنا على صنفين، صنف يؤمن بالتضحية ولا تؤثر عليه الشائعات ويدرك أن الموجود من الذهب هو بكميات قليلة وقد أعد العدة لذلك سلفا، أما الصنف الثاني وهم الغالبية من المنقبين، فينجرون وراء كل ما يسمعون ويعتقدون أن الذهب بكميات كبيرة وأنه لا ينتظر إلا وصولهم، وهؤلاء غادر بعضهم وسيلتحق بهم زملاءهم قريبا .

وخلال تجولنا في منطقة تازيازت ونحن في طريقنا إلى مقاطعة الشامي، كنا نصادف المجموعة تلو المجموعة وهي في طريق عودتها إلى نواكشوط، في وقت كان يصل آخرون إلى مناطق التنقيب، قادمين من مختلف ولايات البلاد، ليلتحقوا بمجموعات تؤكد صمودها حتى تحصل على الحلم الذي جاءت من أجله، أو يقضي الله أمرا كان مفعولا . موقع تكنت