"المنصات الرقمية"
حين نشرع في الحديث عن المِنصات الرقمية أو "مَنصات الفيسبوك" حسب مفهومها في هذا المنكب لابد أن نشرع بالسؤال أولا هل فعلا هي الإعلام البديل ؟ وكيف تكون كذالك؟
ثانيا هل لدينا إعلام يمثل سلطة غير رسمية قادر على تفعيل وظيفة السلطة الرابعة وتكوين رأي عام طغت هيمنة السلطة الرسمية على مجمل فضاءاته ... ؟
وهل نحن نؤمن بمفهوم التغيير لدرجة الوعي الثقافي بدور "البديل" في أي شأن كان لاسيما الإعلام ؟
وإن كان لدينا الوعي بذلك فلابد لنا أن لانستهين بمعطى هام في نسبة تشكيل هذا الوعي ، وهو دور سلطة المنح ، أو المنع ((...)) !!
فلا شك أن منح التصريح لممارسات غريبة بطابع إعلامي و تشير إلى علاقات المحسوبية والولاء المطلق للسلطة، يشكل عزوفا عند المتلقي ويشعره بالنبذ لهذا البديل،
وهذا ما يؤكد أن " منصات الفيسبوك" لن تكون بديلاً لأي وسائل الإعلام إلا إذا شعر المواطن البسيط أنها تستهدفه، وتناقش قضاياه اليومية بحجاجية، وجدية ،وتتشابك معه حوارياً،وفكرياً، و"جمالياً" ...
ولن يتآتي ذلك إلا بدراسة وتقنين أسس يمكنها أن تحد من هذه الممارسات الغريبة و تضع مجمل وسائل الإعلام في قالب المهنية والجدية في لعب الدور المنوط بها.
"موسم السياسة "
نحن الموريتانيون ورغم تعاقب الأزمنة وتعدد الأنظمة واختلاف "أوجه" الأحزاب السياسية لم نفهم بعد كيف نمارس السياسة ...
ممارسة السياسة بمفهومها الحضاري تعتبر فن من علوم السايكولوجيا يمكن من خلاله قلب الموازين وتصحيح أخطاء الاقتراع الماضي ...
والحياة السياسية تحتاج لنقلة نوعية من مجتمع تقليدي إلى مجتمع حديث يعيش حالة مدنية يكون الناس فيه متساوون أمام القانون تحكمهم مؤسسات مبنية على أسس سياسية وقانونية تقوم بالتشجيع على المشاركة السياسية باعتبار أنها الشرط الأساسي لإحداث التطور النوعي في فكر المجتمع وسلوكه السياسي ، بحيث ينتظم هذا عبر مؤسسات مقننة و شرعية تصبح كلها أطراف في العملية السياسية.
وفي حالتنا نحن اليوم يجب أن نوفر الشروط اللازمة لتنمية الحياة السياسية ، وهذه العملية تكون متكاملة وطويلة المدى وتعالج مختلف جوانب حياة المجتمع
بعيدا عن الهرج والمرج وتبذير المال العام في مهرجانات يقاس حجمها بتواجد زيدان ورفقاء درب زيدان ...
وكما يقول الفيلسوف الأميريكي إيريك هوفر إن "الدعاية السياسية لا تخدع الناس، لكنها تساعدهم على خداع أنفسهم " وهذا الخداع هو مانقع فيه بكل أسف مع بداية كل موسم سياسي
و لاشك أن الحل يكمن في نبذ بعض المسلكيات التي نمارسها على أنها ممارسة للسياسية
و صدق الإمام الغزالي حين قال :
" أن سـلوك الإنسان هو أكثر ما يدل على سياسته.