اتهم فنان موريتاني السلطات بتهديده ومضايقة أفراد أسرته، وقال الفنان التشكيلي خالد ولد مولاي إدريس الذي تمت مصادرة لوحاته الفنية في معرض تشكيلي أقامه مؤخرا، انه تعرض لتهديدات بسبب تصريح وزير الثقافة محمد الأمين ولد الشيخ، الذي اتهمه فيه بالإساءة لرمز وطني.
واضاف ولد مولاي إدريس أن "اللوحات التي رسمها خالية من أي إساءة، لأي رئيس أو زعيم معارضة"، وأوضح ان إدارة المتحف الوطني بالعاصمة وافقت على تنظيم المعرض ثم تراجعت عن قراراها قبل أن تشترط استثناء بعض اللوحات وقامت في النهاية بإزالتها من قاعة العرض.
وبخصوص حادثة انقطاع الكهرباء عن المعرض أثناء عرض اللوحات قال الفنان التشكيلي إن الانقطاع تعرضت له قاعة المتحف دون غيرها من مرافق المتحف ووزارة الثقافة.
غير ان السلطات الموريتانية ترفض الاتهام الموجه لها بمضايقة الفنان ولد مولاي ادريس، حيث قال وزير الثقافة والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد الأمين ولد الشيخ، ان "المتحف الوطني مفتوح للفن المهني المبدع المتجرد؛ وهذا هو الطبيعي؛ لكن عندما يكون المعرض مسيسا ومستفزا وصاحبه معارض فهناك مهرجانات ودوائر سياسية للمعارضة يمكن أن يعرض فيها فنه".
وأضاف أن "أي لوحة فنية تسخر من رمز وطني أو تنتقده نقدا غير بناء سواء كان في المعارضة أو في الموالاة لا نقبلها في المتحف، وهذا ما قلناه لصاحب الرسم وطالبناه بسحبها من عروضه حيث استجاب واعتذر قبل حصول خلل فني انقطعت بسببه الكهرباء عن المتحف استغله في ما يبدو بعض المزايدين والمتاجرين بالقضايا وحمل قطاع الثقافة المسؤولية".
وكانت حادثة مصادرة لوحات تشكيلية من معرض فني قد أثارت جدلا واسعا واعتبر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الموريتانيين بأن مصادرة بعض الرسومات التشكيلية في المتحف الوطني أمر مؤسف، وأضاف أن اللوحات تعبيرية تعبر عن رأي فني وليس سياسي، ولا تعني بالضرورة انتماء الرسام للمعارضة.
واعتبر رئيس المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان عبد الله بيان ان مصادرة بعض لوحات وتعمد قطع الكهرباء عن قاعة العرض، هو شكل آخر من أشكال التضييق على حرية التعبير وخنق الحريات، الذي تقوم به السلطات الموريتانية.
وكانت ادارة المتحف الوطني قد قامت بمصادرة لوحة تنتقد النظام الحاكم، وحين استمر الاقبال على المعرض، تم قطع التيار الكهربائي عن قاعة العرض وسط ذهول الحضور خاصة من الدبلوماسيين، ورغم ذلك استمرت إقامة المعرض على أضواء الهواتف النقالة.
alarabiya