هناك مشتركات بين جمهورية موريتانيا الإسلامية، والإمارة الخليجية، الصغيرة بحجمها، العظيمة بوزنها دولياًّ،ومن أولى هذه المشتركات:
1- أن موريتانيا وقطر جمعهم، االإسلام و العروبة والتاريخ المشترك.
2 - أن دولة قطر عضو في نادي النفط والغاز، وموريتانيا تدل كل المؤشرات أنها ستلتحق بنوادي الطاقة قريباً .
ولئن كانت المسافة بين القطرين الشقيقين، جد بعيدة جغرافياً، إلا أن عوامل التنمية متباعدة على مستوى الخدمات ، والبنى التحتية رغم أسبقية موريتانيا لنيل استقلالها عن فرنسا في 28/11/1960،بينما حصلت دولة قطر على استقلالها من بريطانيا في 3/9/1971،أي بفارق 11سنة من الإستقلال.
المشترك بين الدولة المغاربية، والدولة الخليجية يتعدد، بتعدد الثروات، ناهيك عن العادات والتقاليد الضاربة في القدم، ولكن، في عصر الرقمنة، والإبتكار، و العولمة الأقتصادية تتسع الهوة بين البلدين، فإذا كانت دولة قطر قد أسعدت شعبها، بثروتي النفط والغاز، وإتخذت مقاربة أتت أكلها في العقدين الأخيرين، فإن ثروات النفط والحديد والنحاس والفوسفات والسمك، مازالت عاجزة عن بلورة خطة تنموية ناجعة في موريتانيا.
نوفمبر يطل على موريتانيا في الذكرى ال 62 من الإستقلال عن فرنسا، وهي بحاجة إلى منتجات الدول المجاورة، والبعيدة من المواد الإستهلاكية الغذائية والكمالية، بينما تحل الذكرى 51 لعيد إستقلال دولة قطر وقد بلغت مابلغت من النهضة على جميع المستويات.
القواسم بين موريتانيا ودولة قطر لما تنتهي، فإذا كانت موريتانيا قد مرت بمراحل عصيبة، في 16/3/1981 و8/6/2003 و5/8/2008و3/8/2005 و10/7/1978و12/12/1984 ،فإن دولة قطر مرت بأحلك الظروف عندما حوصرت من قبل جيرانها ،جواًّ وبراًّ،وبحراً،وقطعت عدة دول عربية علاقاتها الدبلوماسية معها في 5/6/2017 بما فيها موريتانيا في أقصى البوابة الشمالية الغربية للوطن العربي، وبما أن الشدائد " تكون الأمم " كما يقول وانغ، فإن دولة قطر إستثمرت شدتها، وحولت النقمة إلى عزة و قوة ونفوذ واستغناء عن الآخر حتى صارت مركزا لحل أبشع النزاعات الدولية من المفاوضات بين حكومة طالبان وأمريكا، إلى لعب الدور المحوري في حل الخلافات بين الأطراف التشادية والسودانية والصومالية وغيرها ،ففي أقل من سنة تمكنت دولة قطر بعد الحصار من تحقيق الإكتفاء الذاتي، إلى حد التصدير من الألبان واللحوم وبعض المواد الغذائية التي كانت تستوردها من دول الخليج، بالمقابل مازالت الدولة الموريتانية عاجزة عن تحقيق الإكتفاء الذاتي من الحبوب رغم أن السهل الجنوبي من أرضها، أكثر بكثير من مساحة دولة قطر .
الحقيقة أن الأقطار ، تتعثر ،وتتجاوز كبواتها،وهفواتها، بصرف النظر عن شمولية الحكم، أو تعدديته، وتحول نكباتها، إلى نصر، يدرس في أفضل الجامعات الدولية، بيد أن الخسارة، كل الخسارة، أن تتوفر كل العوامل المساعدة في النمو والتقدم في بلد، ك.....موريتانيا، ولا تستثمر تلك العوامل.
لقد أطل علينا نوفمبر في الذكرى ال 62 ،ولقمة العيش من خارج الحدود زيتاً،ودقيقاً، وسكراً،وقمحاً،وذرة، أما الدواء فحدث ولا حرج...والأدهى والأمر، هو الضربة الإستباقية الصادمة التي أطلقها وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية أن الغاز المكتشف لن يغير من الحالة العامة للبلد وتلك هي أم الكوارث بالمقابل عاد الغاز والنفط بالخير العميم على دول الخليج التي أبدعت في التسيير، حتى أبدعت في المناصب الغير مألوفة، فأحدثوا وزارات للسعادة والرفاهية.
سجل يا تاريخ، أن الدول بقادتها، وثرواتها...وسجل ياتاريخ، أن الدول بقادتها،وقادتها فقط .
الكاتب: محمد ولد سيدي