لاقت التعليمات الصادرة مؤخرا من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني حول ضرورة مراجعة معايير الزي المدرسي الموحد إرتياحا واسعا داخل الأوساط الإجتماعية و منظمات آباء التلاميذ و عكست اهتمامه المتزايد وحرصه الدؤوب بغية مواكبة و متابعة إصلاح المنظومة التعليمية شكلا و مضمونا.
بعيد أيام من الإنطلاقة الفعلية نحو إرساء تعليم جمهوري أعتمد حصر السنة أولي أساسية علي التعليم العمومي .
وتعميم زي مدرسي موحد داخل المدارس العمومية أثار إختيار شكله وتصميمه لاحقا جدلا و إستياءا كبيرا داخل أوساط الطلاب وخارجها بسبب التباين و سوء الإختيار في الشكل واللون .
في انتظار تجاوب سريع من القائمين علي قطاع التعليم من خلال إنشاء لجنة متابعة وتقييم فاعلة بهدف تجسيد المدرسة الجمهورية بالمواصفات و المعايير المطلوبة علي أرض الواقع .
إن فكرة توحيد اللباس في المدارس العمومية تؤسس لتلاشي مظاهر الفوارق الإجنماعية و الإلتزام بقواعد الإنضباط حيث أن الزي الموحد يمنح صورة جميلة من التجانس والإنسجام
داخل مؤسسات التعليم ستقضي علي الفوارق و الطبقية في المظاهر بين التلاميذ في المدرسة الواحدة.
حيث أن المدرسة هي نقطة الإنطلاق التي تبدأ منها عملية تربية و تعليم الأجيال الناشئة بالإضافة الي دورها الإيجابي في تكوين الوعي الإجتماعي لدي التلاميذ و توعيتهم بأساليب و أدوات و معطيات العلم و المعرفة مع التأكيد علي أهمية التمسك بالقيم و المثل العليا للموروث الثقافي و الإجتماعي و تعميق الحس الوطني بالواجب و احترام النظم و التعليمات بما يسهم في بلورة شخصية الطالب و جعله قادرا علي ممارسة مفهوم المواطنة بما يفرضه من واجبات و مسؤوليات.
إن تعزيز الهوية الوطنية في نفوس التلاميذ أو الطلبة ضرورة وطنية في كل الأحوال .
خاصة في ظل الظروف و المتغيرات العالمية والإقليمية لما لهذه الهوية من أهمية في تقوية الروابط الوجدانية و التاريخية و الثقافية نحو الوطن وتدفع الي العمل الجاد من اجل تحقيق رفعته و تقدمه و حمايته .
وضرورة تعليم الأطفال قيم المواطنة بشكل مستمر من خلال النشيد الوطني و تحية العلم
سبيلا للوصول الي الأهداف المنشودة : -
‐ تعزيز قيم المساواة والعدالة في نفوس التلاميذ من خلال توحيد الزي
‐ تنمية الحس بالمسؤولية الوطنية والإلتزام بالواجب اتجاه المدرسة والمجتمع.
– تعزيز قيم الفضيلة والسلوكيات الإيجابية لدي الجميع بتوفير زي موحد ممتاز يعكس عبر ألوانه وتصاميمه بعدا وطنيا يراعي خصوصيات المجتمع.
في حين يري بعض المهتمين بشأن التعليم أن مشروع الزي المدرسي الموحد يتطلب تقاطع حرية الإختيار و مشاورة آباء التلاميذ ورأي الأسرة التربوية في بلورة تطبيق توحيد اللباس بالشكل و اللون المناسب للمحيط ويراعي تأثيرات و تغيرات المناخ علي أن تكون هناك بدلات صيفية و أخري شتوية من خلال تصاميم تعكس وتخلق مظهرا خارجيا مقبولا عند العموم ولائقا يتناسب مع بئة و محيط المدرسة فضلا عن الإرتياح و حرية الحركة و التنقل لدي التلميذ.
كما أن نجاح إصلاح التعليم رهين بمدي قدرة المدرسة العمومية او الجمهورية في خلق أجيال متعلمة والرفع من المستوي المعرفي لدي الطلاب و إنتاج أطر تربوية تعطي بعدا وطنيا في تكوين الأجيال المقبلة من النخب التي ستدير شؤون البلاد والعباد.
وفق الله الجميع لما يخدم مصلحة الوطن و المواطن .